ثورة أون لاين :
أنقذت عملية زرع رئتين حياة امرأة شابة كانت في السابق بصحّة جيّدة وأصيبت بفيروس كورونا، حيث أجرى الأطباء في مستشفى نورثويسترن مدسن Northwestern medicine في شيكاغو عملية زرع رئتين لامرأة من أصل إسباني في العشرينات من عمرها كانت بصحّة جيدة قبل الإصابة، بعد أن دمّر فيروس كورونا رئتيها.
وكانت هذه العملية الأولى من نوعها، فقد قال الأطباء إنّه كان الخيار الوحيد المتبقّي لإنقاذ حياتها.
وصدر بيان عن أنكيت بهارات، مدير جراحة الصدر والمدير الجراحي لبرنامج زرع الرئة في المستشفى، صرّح فيه قائلاً: «كانت عملية زرع الرئتين هي فرصتها الوحيدة للبقاء».
حيث قضت المريضة الأسابيع الستة الأولى في وحدة العناية المركّزة على جهاز التنفس الصناعي وأكسجة الأغشية خارج الجسم ECMO، وهو جهاز إنعاش يقوم بعمل القلب والرئتين عن طريق ضخّ الدم المؤكسج في محيط الجسم.
ووضّحت بيث مالسين، دكتوراه في الطب ومختصّة بأمراض الرئة والعناية المركزة في المستشفى قائلةً: «طوال أيام عدّة، كانت حالة المريضة أكثر حالات فيروس كورونا خطورة في وحدة العناية المركّزة وربما المستشفى بأكمله، ولمراتٍ عدّة، ليلاً ونهاراً كان الطاقم يهرع لمساعدتها وإعطائها الأوكسجين ودعم أعضائها الأخرى للتأكّد من أنّها بصحّة جيّدة بما يكفي لإتمام عملية الزرع متى ما أُتيحت الفرصة».
ورغم تماثل المريضة للشفاء من الفيروس وظهور نتائج سلبية للتحاليل الكاشفة عنه، إلا أنّها بقيت في حالة حرجة بعد إصابتها بالعدوى ونتج عن ذلك أضرار في الرئتين غير قابلة للشفاء.
وأوضح الأطباء أنّ الرئتين كانتا محفورتين بالثقوب وملتصقتين بالكامل على الأنسجة المحيطة بهما.
وفي محاولة أخيرة لإنقاذ حياتها، قرّر الأطباء إجراء عملية زرع رئتين، وبعد تحديد متبرع مطابق، وخلال 48 ساعة، أجرى فريق من الجراحين العملية التي استغرقت 10 ساعات في المستشفى المذكور آنفاً.
وتكللت العملية بالنجاح رغم معاناة المريضة بعدها في التأقلم والتكيف مع الوضع الجديد.
ويقول رادي توميك، طبيب أمراض الرئة و المدير الطبي لبرنامج زرع الرئة: «في حين أنّ هذه الشابة لا تزال أمامها طريق طويل ومحفوفة بالمخاطر للتعافي نظراً لمرضها مع اختلال وظيفي متعدد الأعضاء لأسابيع سابقة لعملية الزرع، إلا إننا نأمل أن تتعافى تماماً.
كيف وصلت امرأة سليمة في العشرينات من عمرها إلى هذه النقطة؟ لا يزال هناك الكثير لم نتعلّمه عن كوفيد-19، لماذا تكون بعض الحالات أسوأ من غيرها؟ نحتاج بالطبع إلى البحث المستمر لمعرفة السبب».