برغم كل التحذيرات والتوصيات والنداءات التي لا تزال تطلقها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، فإن غياب أو تغييب الوعي الصحي، لا يزال هو الحاضر الأبرز في معظم تفاصيل حياتنا وحركة تنقلاتنا اليومية.
أينما أدرنا وجهنا، نجد أن الاستهتار والإهمال والتجاهل المخيف هو الذي بات يسيطر على حركة الجميع، سواء أكان ذلك في المنزل أم الشارع أم في مكان العمل، أم كان ذلك في الأسواق والأماكن العامة ووسائط النقل العامة والخاصة، إلى درجة يصعب مشاهدتها وحتى التفكير بكارثيتها وآثارها السيئة، علينا جميعاً في حال انتقلنا إلى مرحلة أصعب في مواجهة هذه الجائحة الخطيرة.
فالازدحام الكبير الذي يلف شوارعنا وأسواقنا، لاسيما الشعبية منها، وكذلك تكدس الناس فوق بعضهم البعض أمام الأفران وفي باصات النقل الداخلي، برغم كل القرارات والتوجيهات الحكومية باتخاذ كافة إجراءات الحماية والوقاية، يعكس ويؤكد غياب الوعي الصحي وبشكل مطلق عند الكثير من المواطنين، وهذا يضعنا جميعاً تحت رحمة خطر هذا الفيروس الذي أدى لوفاة مئات الآلاف وإصابة الملايين في العالم.
إن إلغاء الحكومة الحظر الصحي الوقائي الذي كان مفروضاً على جميع مناحي الحياة تقريباً، لا يعني أن نتخلى مطلقاً عن التدابير والإجراءات الاحترازية التي أوصت بها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، ذلك أن عدم الالتزام والتقيد بإجراءات الوقاية والسلامة، وبحدودها الدنيا كارتداء الكمامة وتجنب الاختلاط والابتعاد عن أماكن التجمعات، يعرضنا جميعاً لخطر ذلك الوباء القاتل.
عين المجتمع- فردوس دياب