سياسات البلطجة والعدوان والإرهاب وسرقة الثروات والأراضي، التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه المنطقة عموماً والقضية الفلسطينية على وجه التحديد، وبالتنسيق طبعاً مع حكومة نتنياهو الإرهابية، تهدف إلى ترسيخ (صفقة القرن) المشبوهة لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وأولها شطب حق العودة تحت مزاعم السلام والتطبيع والربيع القادم.
ولهذا رأينا هذه الإدارة العدوانية تصعد من إرهابها، فتصدر (قيصر) الإرهابي لتجويع السوريين والضغط على دولتهم وحكومتهم وحلفائهم ليوافقوا على هذه الأجندات المشبوهة، التي ترسمها الدوائر الصهيونية والحكومة العميقة في أميركا، وتطلب من أصحاب الرؤوس الحامية في البيت الأبيض تنفيذها دون أي تأخير.
ورأيناها أيضاً تضغط على الفلسطينيين لقبول المخطط التآمري القادم تحت ما يسمى إحلال السلام، ورأيناها تحشد أدواتها من مشيخات النفط وسواها من الأدوات الإقليمية للرقص معها على أنغام التطبيع والربيع والاستقرار المزيف، والترويج لضرورة الموافقة على كل ما تطرحه واشنطن لأنه – حسب مزاعم إعلامهم المضلل – يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها.
هي باختصار مخططات استعمارية تحاول أن تدس سموم أميركا والكيان الغاصب بعسل السلام المزيف، ولنا في تصريحات ترامب الكثيرة خير شاهد، فجميعها كانت تزعم أن (صفقة القرن) تمثل فرصة لا خاسرين فيها، أي أن الفلسطينيين بنظره رابحون أيضاً، وأنها بنظره أفضل مقترح، والأكثر تفصيلاً على مدى التاريخ فيما يتعلق بتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، فيما تشير الحقائق أنها أكبر مؤامرة لشطب حقوق الفلسطينيين من القاموس السياسي.
لكن المفارقة المثيرة للاستهجان أن ترامب يتجاهل أن سياساته العدوانية تتعارض مع أبجديات القانون الدولي، ويتناسى أنها تنسف حقوق الشعب الفلسطيني، وتتناقض مع قرارات الأمم المتحدة، وتفتقد لأي عنصر قانوني أو حتى أخلاقي وإنساني، تماماً مثل شخصيته التي تمثل وجه العنصرية والإرهاب والكراهية، ويتجاهل أن إرادة أصحاب الحق هي التي تنتصر مهما فعل وأرهب ومهما ارتكب من الجرائم في طول المنطقة وعرضها.
البقعة ساخنة -بقلم مدير التحرير -أحمد حمادة