ثورة أون لاين- راغب العطيه:
بينما يحاول المتظاهرون الأميركيون لفت الانتباه إلى العنصرية وعدم المساواة التي تجسدها تصرفات رجال الشرطة البيض تجاه الملونين الأميركيين، يزيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من عيار عنصريته تجاه كل من يعبر عن رأيه المناهض للعنصرية بالاحتجاج والتظاهر. وجاءت مناسبة عيد الاستقلال يوم أمس لتكون فرصة سانحة لترامب كي يواصل حملته الانتخابية ويفرغ جام غضبه تجاه الذين نزلوا إلى الشوارع والساحات الأميركية للاحتجاج على سلوك الشرطة، واصفاً إياهم باللصوص واليساريين والفوضويين ومثيري الشغب، الأمر الذي دفع عشرات المتظاهرين بحرق العلم الأميركي وسط العاصمة الأميركية واشنطن بعد خطاب ترامب العنصري مباشرة في تحد مباشر لقرار الأخير بسن تشريع يجرم من يحرق العلم الأميركي ويعرضه لعقوبة السجن مدة سنة كاملة.
وبدلاً من أن يسعى ترامب إلى حل مشكلة العنصرية المتجذرة في أركان النظام السياسي الأميركي، يحاول بكل جهده أن يصل إلى ولاية رئاسية ثانية بأي طريقة كانت.
وتأتي عمليات الهدم العفوي لتماثيل رموز الولايات المتحدة الأميركية الأوائل، كردة فعل على الممارسات العنصرية للسلطات الأميركية تجاه المحتجين، بينما يدافع ترامب عن رموز العنصرية في بلادة وقال: “لن نسمح أبدا لحشد غاضب بهدم تماثيلنا ومحو تاريخنا وتعليم أطفالنا”.
موقع صحيفة ذا هيل الأميركية ذكر أن المظاهرة التي أحرق فيها العلم الأميركي كان بعض المتظاهرين يحمل فيها أدوات لتحطيم التماثيل أو الرموز الكونفدرالية التي تحيي ذكرى الشخصيات التي دعمت الرق والعبودية.
وقد أسقط متظاهرون تمثال كريستوفر كولومبوس السبت في مدينة بالتيمور الواقعة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، في أحدث هجوم يستهدف معالم أو تماثيل لشخصيات تاريخية تتعلق بالعبودية أو الاستعمار.
وظهر في صور نشرتها صحيفة بالتيمور صن اليومية متظاهرون يقومون بإسقاط تمثال المستكشف الإيطالي بواسطة حبل بالقرب من منطقة ليتل إيتالي.
وينظر البعض الآن إلى كولومبوس، الذي طالما تم الاحتفاء بأنه “الشخص الذي اكتشف أميركا” على أنه رمز قدوم الأوروبيين والاستيلاء على أراض لا تعود لهم.
وفي أعقاب الاحتجاجات المناهضة لعدم المساواة العرقية التي أثارتها وفاة جورج فلويد، تم إسقاط ومهاجمة العديد من التماثيل التي تجسد شخصيات مرتبطة بالتاريخ الاستعماري أو التمييز في الولايات المتحدة وأماكن أخرى من العالم.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أشارت إلى أن الخطاب الذي ألقاه ترامب بمناسبة عيد الاستقلال في جبل راشمور بولاية داكوتا الجنوبية تسبب بزرع الانقسامات وتكريس الحرب الثقافية بين الأميركيين، مضيفة انه ومع تفشي وباء كورونا على نحو خطر في البلاد فان ظهوره هذا كان بمثابة محاولة مستميتة لإنعاش حملته الانتخابية، مستخدما ذكرى عيد الاستقلال كعنوان رئاسي رسمي لشن حرب ثقافية كاملة على المحتجين.
ورأت الصحيفة ان ترامب يحاول دفع مجموعة معينة من الأميركيين إلى تأييده وضمان وصوله إلى ولاية رئاسية ثانية عبر بث مشاعر الانقسام والخوف بينهم، مشيرة إلى أن ترامب حاول طيلة فترة رئاسته تطويع الأحداث حسب إرادته ولجأ غالبا إلى وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الترويج لوجهة نظره التي تخالف الحقيقة في معظم الأحيان.
وفي السياق أعلنت السلطات الأميركية وفاة امرأة وإصابة أخرى جراء حادث دهس بسيارة لحشد من المتظاهرين في مدينة سياتل أمس السبت، بينما قتل شخصان وأصيب ثمانية آخرين بجروح جراء حادث إطلاق نار في ناد ليلي بولاية ساوث كارولينا.