هو القفز المتعثر إلى 2011… سباق سياسي محموم إلى الوراء أعطى إشاراته ما يسمى المبعوث الأميركي جيمس جيفري بدءاً من خط قانون قيصر على سورية.. وبعد صافرة التصريحات الأميركية بدأ السلطان العثماني بالرجوع التكتيكي إلى حفر المنطقة الآمنة.. ونبش الخرائط الممزقة من سلة مهملات المرحلة الماضية….
فالناطق باسم الرئاسة التركية أعاد تدوير الورق السياسي التالف لأردوغان وزجه في المشهد الحالي على أنه صالح للاستهلاك الدبلوماسي في اتفاقات آستنة وسوتشي!!
فأردوغان وعلى لسانه الناطق (قالن) قال: إن ما يسميه المنطقة الآمنة ضرورية في إدلب، والمشكله لديه في ما يسميه خروقات حتى لو كانت لمحاربة المتطرفين وعصابات الإرهاب.. وضمان (الآمنة) أن ادلب التي تحت سيطرة (هيئة تحرير الشام) الإرهابية ترحب بالمهجرين.. فهل يريد السلطان إمارة مسبقة الصنع والسكان للجولاني.. يغذيها بإذعان اللاجئين والضغط عليهم للعودة إلى العصر الحجري طالما أنه لا خيار بأيديهم… فالباب العالي من أمامهم ومنطقته (الآمنة) من ورائهم.
أما الإرهابيون في إدلب فهم عسكر السلطان وطوع البنان بالقتال لصالح السلطان من بلاد الشام حتى ليبيا.. فإذا كان حديث جيفري يوفر لأردوغان كل هذه المغريات فما المانع لدى تركيا من عودة الملف السوري إلى صفحات العدوان الأولى في 2011 بحسب رؤية أردوغان؟!! وما الضير لدى أنقرة وواشنطن بإحياء (داعش) وتلميع خليفة جديد يعيد إنتاج (أفلامهم الهوليودية) على شاكلة القط الغربي والفأر الإرهابي وما بينهما من مضغ لوقت المنطقة ومستقبلها؟!!.
فالهدف الأول من كل ما تفعله واشنطن وأدواتها هي الربح من تجارة مرور وقت الحرب وضغوطها على السوريين وشعوب المنطقة.. وكل ما يعلنه البيت الأبيض من أهداف هي مهداة لإسرائيل فقط، وقد تكون هناك جوائز ترضية لأردوغان في سورية خاصة إن سقطت ورقة الأكراد من يد واشنطن.. فالسلطان العثماني هو صاحب الحلم التوسعي الذي يقوده حتى لتقبيل قدمي دونالد ترامب.. وكل ما يقوله أي أردوغان عن حفظه لأمنه القومي من الأكراد مجرد رماد للذر في العيون.. فهل يوجد أكراد في إدلب حتى يحتلها أردوغان بسيف الجولاني وساطوره؟!!.
ثمة من يشد الوقت السوري إلى الوراء في كل الاتجاهات حتى في المجالس الأممية يوم باتت المساعدات الإنسانية أداة لخرق السيادة الوطنية.. فالغرب يجزئ إنسانيته على خرائط المصالح… وبين باب الهوى وباب السلام على الحدود مع تركيا يحاول الأوروبيون زج أيادي التدخل في سورية عبر صناديقهم الإنسانية… الأكثر لفتاً أن الغرب يشد المرحلة إلى الخلف ليصنع الكمين السياسي في المستقبل.. جيفري قالها علانية: نسعى لأن نغرق روسيا أكثر في سورية.. أما الترجمة فهي بعودة الإرهاب والاعتداءات على حميميم.. وربما ظهرت لنا مجدداً خيم (الخلافة) ليمكث (قيصر) في مضارب الإرهاب.. ربما هناك ما هو أكثر.. لكن…
بشائر الميدان والحلفاء لسورية بدأت تظهر، فالاتفاق الجديد بين طهران ودمشق هو أول ركلة في بطن (قيصر).. وقد تنتظر العقوبات الأميركية ما هو أعظم من الصين وروسيا ومن الداخل السوري… فالاستحقاق الانتخابي في البرلمان من أهم الخطوات لتعزيز الجبهة الداخلية وإنضاج المقاومة الشعبية التي تضرب جنود ترامب بالحجارة فيهرب المارينز وأسطورتهم!!.
من نبض الحدث- عزة شتيوي