إن انتخابات مجلس الشعب في ظلّ الظروف التي يعيشها الوطن إن دلّت على شيء فإنما تدل على انتصار إرادة الشعب السوري وإصراره على متابعة حياته السياسية واختيار من يمثلّه لعضوية مجلس الشعب وفق ما نص عليه الدستور، وأن تنفيذ هذا الاستحقاق في موعده المحدد هو رسالة للعالم أجمع أن الشعب السوري هو صاحب الحق الوحيد في اختيار من يمثله فهو يختار من يقوده بعيداً عن الإملاءات الخارجية…
فمع اقتراب الانتخابات التشريعية في التاسع عشر من الشهر الجاري ،نتوجه بالقول لكلّ الناس أن المشاركة في هذه الانتخابات حق وواجب في اختيار من هو أهل لتمثيلنا تحت قبة البرلمان ،وهو فوق كل ذلك واجب وطني يفرض علينا جميعاً أن نكون مشاركين في بناء الوطن ،بناء يقوم على مرتكزات أساسية تحقق العيش الكريم والشريف لكافة الناس ،وهي بالتالي الاستحقاق الذي نواجه من خلاله الأزمة الاقتصادية التي فرضها ما يسمى بقانون قيصر الإرهابي ،فبمقدار ما نكون صفاً واحداً ونختار من هو الأكفأ نستطيع مواجهة هذا القانون الجائر الذي تحاول أمريكا ومن معها من دول العدوان تجويعنا ،متناسين أننا شعب لن ولن يرضخ للعقوبات والإجراءات القسرية .
نعود لنقول : المشاركة في اختيار أعضاء مجلس الشعب حق دستوري ،وواجب وطني يفترض أن يمارسه كل مواطن ،كونه يسهم في بناء الوطن كون المرحلة المقبلة تتطلب من أعضاء مجلس الشعب تحمل مسؤولياتهم تجاه أبناء وطنهم ومعايشة معاناتهم ومشاكلهم وممارستهم لدورهم الرقابي بكل أمانة ومصداقية منطلقين من قاعدة أن الجميع تحت سقف الوطن والقانون. .
المطلوب أن يكون عضو مجلس الشعب ملبياً لطموحات الناس ويؤمن لهم متطلبات التطور في كافة المجالات ويعمل على محاربة البطالة ،ونشير هنا إلى أن هذه الدورة الانتخابية تتزامن مع فرض الحرب الاقتصادية القسرية أحادية الجانب علينا ،والتي تستهدف الشعب بلقمة عيشه ولذلك من المهم في هذه الفترة المساهمة بانتخاب أشخاص فاعلين قادرين على مواجهة هذه الصعوبات وتلبية مطالب جميع أفراد المجتمع،
ونبين هنا أهمية وجود برنامج واضح لدى المرشح عما يريد تحقيقه بالفترة القادمة مع قدرته على التواصل مع الناس بكافة شرائحهم ،والإحساس بواقعهم المعيشي، وأن يكون أعضاء مجلس الشعب على قدر عال من المسؤولية لذلك يجب علينا ألا نعطي صوتنا لأي مرشح إلا اذا كنا على معرفة ودراية به وبتاريخه العملي .
حديث الناس – اسماعيل جرادات