من درعا كانت البداية، بداية المُؤامرة والعدوان والاستهداف، ومنها تَدفق شذاذ الآفاق الإرهابيون من أكثر من 80 دولة… تمركزوا في تلك المنطقة الجنوبية الشديدة الحساسية لمُجاورتها كيان العدو الإسرائيلي الذي شارك بكل أنواع الدعم لهؤلاء ضمن خطة العدوان لفصل الجنوب عن الدولة وإقامة كيان بالوكالة شبيه بجيش لبنان الجنوبي.
لقد كان التعامل مع أهالي هذه المنطقة بناء على خطة المصالحات التي شاركت روسيا فيها، وفي المبدأ: إن استعادة جميع أراضي سورية هو هدف لا يمكن التهاون فيه ولا عودة عنه تحت أي ظرف من الظروف، ولهذا فإن القيادة السورية لن تتراجع عن واقع أنّ كل الأراضي السورية للسوريين، وأن لا مجال بأي شكل من الأشكال لإقامة أي كيان مُموه كما كان حال جنوب لبنان المحتل. ولهذا فإن الجيش العربي السوري ومن معه من حلفاء يُولون هذه المنطقة اهتماماً كبيراً.
لقد حققَ المسار التصالحي نجاحاً مُنقطع النظير، وحرر مناطق واسعة في سورية من غير قتال، ونجحَ مع المسار القتالي في تحرير وبَسط سلطة الدولة على أكثر من 80% من الأرض السورية.
إنّ المصالحات التي نُفّذت، كانت مَحكومة بقواعد وضعتها الدولة تُراعي بحزم المصلحة الوطنية، وقد تمّ طَي كل المُخططات الرامية إلى إقامة كيان انفصالي برعاية إسرائيلية مباشرة.
إن واقع المُسلحين بعد المصالحة يفرزهم إلى عدة فئات بينها فئة الخلايا النائمة التي ما زالت على ارتباط بالخارج وتتحرّك بأوامره، وهي الأخطر على الأمن والاستقرار خاصة بعد أن تحوّلت من نائمة إلى عاملة، إضافة الى تأثير أميركا وإسرائيل اللتين تعملان على إطالة أمد الحرب والعدوان، والسير نحو إنشاء الكيانات الانفصالية، مع الأخذ بالاعتبار محاولة الاستثمار بالواقع المعيشي الصعب الذي بدأ مع بداية العدوان، وتفاقم بسبب جائحة كورونا، وتعاظم مع ما يسمى قانون قيصر كإرهاب اقتصادي وكامتداد للحرب والعدوان.
إن مُحاولة الانقلاب على المُصالحة والعودة إلى العمل بأوامر أميركية إسرائيلية لن تَنجح، فسورية لديها القدرة على مُواجهة الخطر بما يَقتضيه الموقف من تدابير وُضعت مَوضع التنفيذ، وبما يَلزم، فضلاً عن أنّ مُحاولات نشر الفوضى والإرهاب، لن تنجح أيضاً، فالدولة السورية واعية لما يَجري ..
وإن غداً لناظره قريب.
معاً على الطريق – د. عبد الحميد دشتي