ثورة اون لاين- عائدة عم علي:
الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تطوقه الكثير من الفضائح العنصرية والسياسية والأخلاقية، يجد في الكذب والتضليل وخداع الرأي العام الأميركي قبل العالمي وسيلة للدفاع عن جرائم إدارته المتواصلة، ولتبرير فشله بإدارة العديد من الأزمات العاصفة بالمجتمع الأميركي، وهو اللاهث للفوز بولاية رئاسية ثانية تبدو بعيدة المنال، نظرا للانتهاكات المتواصلة التي يرتكبها بحق الأميركيين قبل غيرهم، ونظرا لسلسلة الدعاوى القضائية المرفوعة ضده في المحاكم الأميركية.
فترامب الذي دأب على الكذب والخداع من خلال تصريحاته المزيفة والمضللة بشكل منتظم حتى بلغت أكثر من 20 ألف ادعاء كاذب أو مضلل منذ توليه منصبه، بحسب صحيفة الواشنطن بوست الأميركية التي وصفته بأنه تسونامي من الأكاذيب ينبع من المكتب البيضاوي.
الصحيفة ذكرت ان ترامب وصل إلى أكبر عدد من المزاعم في ال9 من تموز الجاري وهو اليوم الذي قدم فيه 62 ادعاء من هذا القبيل وجاء نصفهم تقريبا في مقابلة مع مضيف شبكة فوكس نيوز “شون هانيتى” وكان احد هذه الادعاءات هو حصوله على دعم هائل من الجالية الأمريكية الإفريقية واتهامه الرئيس السابق باراك أوباما ونائبه جو بايدن بالتجسس على حملته الانتخابية في عام 2016.
الصحيفة أنشأت قاعدة بياناتها خلال أول مئة يوم لترامب في منصبه فقد تتبع الصحفيون منذ ذلك الحين كل بيان أدلى به ترامب في المؤِتمرات الصحفية والتجمعات وخلال ظهوره في التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي, أحصى مراقبو الحقائق في الصحيفة في تلك الأيام 492 ادعاء كاذبا أو مضللا أي بمعدل نحو خمسة في اليوم ومنذ ذلك الحين لاحظ مراقبو الحقائق أن تسونامي الكذب لا يزال يلوح في الأفق بشكل أكبر وأكبر.
ومع أن ترامب ليس أول مسؤول أو رئيس أميركي يخترع الكذب، حيث الأكاذيب تخرج من البيت الأبيض منذ أكثر من قرنَين، إلا أنه يرى محللون أن هناك عدة عوامل قد تمنع ترامب من الفوز بولاية ثانية، ومن أهمها أنه قام بالكذب أو التضليل أكثر من أي رئيس في تاريخ أمريكا، وكلما زادت مدة رئاسته زاد ابتعاده عن قول الحقيقة، وأنه سيكون أقل صدقاً خلال حملة إعادة انتخابه لعام 2020.
وعلى وقع الأكاذيب المتواصلة التي يدلي بها ترامب بدأت مجموعة من كبريات شركات التكنولوجيا الأميركية ومحامون عامون عن ولايات أميركية ومقاطعة كولومبيا معركة ضد قرار لإدارته يقضي بطرد الطلاب الأجانب من الولايات المتحدة إذا انتقلت جامعاتهم إلى التدريس عبر الانترنت متذرعا بجائحة فيروس كورونا المستجد.
كما انضم تحالف من ولايات أمريكية يحكمها الديمقراطيون ومجموعات الأعمال والتكنولوجيا الكبرى إلى الجهود القانونية الرامية إلى منع إدارة ترامب من تنفيذ قاعدة تقضي بمنع دخول الطلاب الأجانب الذين سيسجلون دراستهم عبر الإنترنت في الفصل الدراسي المقبل.
صحيفة فايننشال تايمز البريطانية ذكرت أن مايكروسوفت وغوغل وفيسبوك كانت من بين عشر شركات تكنولوجيا تقدمت ببيان تدعم فيه دعوى قضائية رفعتها الأسبوع الماضي جامعة هارفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ضد قرار ترامب, كما رفع محامون عامون يمثلون 18 ولاية أميركية ومقاطعة كولومبيا دعوتين قضائيتين لمنع هذا القرار.