أميركا.. التي سرقت وجود ضحاياها من ضمير الأرض”

ثورة أون لاين -هفاف ميهوب:

يشير الباحث في علوم الإنسانيات “منير العكش” في كتابه “أميركا والإبادات الجماعية” إلى الطريقة البشعة التي قامت عليها هذه الإمبراطورية الدموية.. الامبراطورية التي شيّدت مجدها على جماجم الهنود الحمر ممن سلبتهم إنسانيتهم وأبادتهم ودمرت قراهم ومدنهم، معتبرة أنها “تسعى وبإبادة 112 مليون إنسان، لنشر الحضارة مقابل أضرار هامشية”.
هذا مايشير إليه الكاتب والمؤرخ الفلسطيني-السوري “العكش” في كتاب دلَّ فيه، على أن هذه الإمبراطورية المتآكلة أخلاقياً وإنسانياً، كانت أول من استخدم الحرب الجرثومية في تاريخ العالم، وهو ماأكدته وثيقة أميركية كان قد حصل عليها وفيها، أن أحد أساليب الإبادة التي اعتمدت عليها أميركا، قيامها بشنِّ 93 حرباً جرثومية شاملة، فصّلها الكاتب الأميركي “هنري دوبينز” في كتابه “أرقامهم التي هزلت”:
“أبيد الهنود الحمر بـ 41 حرباً بالجدري، و4 بالطاعون، و17 بالحصبة، و 10 بالأنفلونزا، و 25 بالسل والدفتريا والتيفوس والكوليرا، وقد كان لهذه الحروب الجرثومية آثاراً وبائية شاملة اجتاحت المنطقة، بل إن جماعات وشعوب وصلتها الأوبئة أبيدت بها قبل أن ترى وجه الإنسان الأمريكي الأبيض”.
إنه مما وثقه “العكش” المتخصص في دراسة الإبادات التي تعتبر من أفظع الجرائم التي ارتكبت في تاريخ البشرية.. ما وثقه في مؤلفات منها “تلمود العم سام” و”أمريكا والإبادات الثقافية” و”أمريكا والإبادات الجنسية” وغير ذلك مما أشار فيه إلى أن الممارسات التي استخدمت ضد ملايين الهنود، هي حرب إبادة احتكرت فيها الولايات المتحدة البربرية:
“إن التاريخ المنتصر اليوم يحتكر ثقافة الهنود فلا يعطيك إلا ما يؤكد على المبررات الإنسانية والحضارية لجرائمه وبربريته”.
نعم، هذا هو أدب التاريخ المنتصر، و”أول ما يفعله المنتصر، محو تاريخ المهزومين، وما أغزر دموعه فوق دماء ضحاياه، وما أسهل أن يسرق وجودهم من ضمير الأرض”.
أوليس ماتفعله أميركا اليوم، دليل صادق ويوافق، على أنها كانت ولا زالت تمارس حقدها وعنصريتها ووحشيتها، ضد كل الشعوب التي اجتاحتها وأبادتها، أو استهدفتها بحروب أرادت منها سلبها ثقافتها وهويتها وكرامتها وإنسانيتها؟..
ألم يطلق الهنود على “جورج واشنطن” اسم “هدام المدن” بعد أن أمر بتدمير 28 مدينة من أصل 30 مدينة كاملة لهنود السينيكا وحدهم؟
هو ليس سؤال، بل حقائق يكفي أن نقرأها موثقة لندرك مقدار الوحشية التي أورثتها أميركا لجميع مؤسِّسيها بدءاً من “توماس جيفرسون” الذي كان قد وجه وزير دفاعه لاستخدام البلطة في تهشيم و”إفناء الهنود الذين يرفضون التوسع الأمريكي، بل ومحو آثارهم”.
يكفي أن نعرف أيضاً، بأن هؤلاء المؤسِّسين قد رصدوا مكافأة لمن يقتل هندياً ويأتي برأسه، أو لمن يسلخ فروته، ولأنهم كانوا من عشاق التمثيل بجثث الهنود، وإحصاء أنوفها وآذانها المقطوعة..
الأقذر من كل هذا، الجريمة التي اقترفها “الأميركان” المستوطنون الذين قاموا بـ “تعقيم” عشرات آلاف النساء من شعب الهنود الحمر- للحدّ من نسلهن، بل وبإهداء هذا الشعب، ما أسموه مبادرات طبية، لم تكن إلا أغطية مسمومة ومناديل ملوثة بفيروس الجدري الذي قضى على الملايين منهم، معتبرين وعلى رأي حتى أطبائهم:
“إبادة لهنود الحمر هو الحل الضروري للحيلولة دون تلوث العرق الأبيض، واصطيادهم اصطياد الوحوش في الغابات، مهمة أخلاقية لازمة لكي يبقى الإنسان الأبيض”..
يكفي أن نعرف كلّ هذا وسواه من انحطاطهم وعنصريتهم وغدرهم، لنقول ماقاله الزعيم الهندي “راسل مان” وبأن حقيقتهم:
“منذ أن خلقت وأنا أسمع هذا الهراء والدجل، عن أن الولايات المتحدة مثال للحرية ونبراس للديموقراطية، وأن التاريخ البشري لم يعرف بلداً آخر يحاكيها أو يضاهيها بالتنور والإنسانية.
كل ذلك كذب وهراء ودجلّ. هكذا كان دائماً وأبداً.
سأتحدث هنا عن الإبادة التي تعرض لها هنود أمريكا – الإبادة التي بدأت منذ اللحظة الأولى التي رست فيها أول سفينة أوروبية على شاطئ جزيرة “ترتيل” أمريكا الشمالية كما يسميها الهنود. ليس هناك من قانون لم تنتهكه الولايات المتحدة، ولا جريمة ضد الإنسانية لم ترتكبها، ومازالت الإبادة مستمرة حتى هذه اللحظة”

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم