ثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
عنوان جديد صدر عن دار عقل للنشر والدراسات والترجمة، تأليف كل من الدكتورة مرسلينا شعبان حسن والدكتور ربيع عبد الرؤوف عامر. كتاب هو نتاج سنين من الجهد والتعب والبحث والتنقيب ، عانت فيه المؤلفة ما عانته مع أطفال التوحد، وهذه المعاناة لم تثنها أو توقفها عن متابعة البحث، رغم كل ما يرافقها من الألم والعجز . الكتاب يلقي الضوء على كافة الفنيات والبرامج العلاجية بشكل عام ، وطرق التشخيص المختلفة للعمل على الكشف والتدخل المبكر ، وآليات الدمج التربوية والاجتماعية المعتمدة مع أطفال التوحد ، بالإضافه إلى تدريبات متنوعة في علاج النطق والتواصل والعلاج الوظيفي والتكامل الحسي.
كما يتضمن هذا الكتاب ملاحق لمقاييس تشخيص التوحد وبرامج مجربه حول إعداد خطة عمل لفظي توحدي. تقول الدكتورة مرسلينا إن الدور الذي أنتظره من نشر هذا الكتاب هو أن يكون معيناً لأسر وأهالي الأطفال من ذوي اضطراب التوحد، وللدارسين لهذا الاضطراب من طلبة علم النفس والتربية الخاصة، ولجميع المهتمين بهذا المبحث.
الكتاب أضاء على الملامح المهمة في اضطراب اللغة لدى طفل التوحد ، فالعجز اللغوي أحد المظاهر المرضية الرئيسية عند الطفل التوحدي وتمثل اللغة أهم جوانب الحياة النفسية والاجتماعية للفرد ، فهي أساس العلاجات الاجتماعية ووسيلة التواصل النفسي بين الأفراد،
علاوة على أنها أداة تسجيل ونقل وتنمية للتراث ، ويعتبر اضطراب اللغة لدى الطفل التوحدي من أهم الأعراض التشخيصية الفارقة. فيرى ( جابر عبد الحميد وعلاء كفافي /١٩٩١/ عجز عملية التواصل لدى التوحدي متدرجاً من الغياب الكامل للغة كأداة اتصال إلى القواعد اللغوية والتكرارية، وعكس ضميري (أنا وأنت) في الاستخدام وعدم القدرة على تسمية الأشياء واستعمال اللغة الدارجة بين الأفراد . أما (فتحي عبد الرحمن )/١٩٩٠/يقول إن من خصائص الاضطراب اللغوي للطفل التوحدي الترديد الآلي للكلمة أو المقاطع التي ينطق بها الآخرون . تقول المؤلفة لقد تعددت النظريات حول البحث عن أسباب التوحد التي من خلالها تنبثق برامج العمل على التخفيف من آثار الاضطراب وعلاجها، لكن تبقى نظرية التحليل النفسي هي الرائدة في السبق لكل أنواع العلاجات النفسية. فقد كان المنهج النفسي التحليلي هو المبدأ العلاجي الذي اعتمده مكتشف مرض التوحد العالم المشهور (ليو كانر ). لا شك أنه كتاب هام وسيكون مرجعاً ومنطلقاً لكل الدارسين والباحثين في مجال العمل النفسي العلاجي والتأهيلي مع طفل التوحد.