يبدو أن طاغية تركيا رجب أردوغان فقدَ توازنه العقلي في السنوات الماضية وبات يهرف بما لا يعرف، فالسلطان المهرج مصاب “بزهايمر سياسي” حرمه نعمة التفريق بين ما هو شرعي أو غير شرعي، ومن أين للص أن يفتي بالشرعية وقد أسكرته طموحاته المجنونة وجندته في سبيل استعادة سيرة أجداده المقبورين و”إحياء” دولتهم المنهارة منذ أكثر من قرن؟ حيث راح يدس أنفه الطويل بعيداً عن حدود بلاده سواء في سورية والعراق وصولاً إلى ليبيا.. وآخر “زعبراته” السياسية هو الحديث عن عدم شرعية سعي مصر لمساعدة الليبيين في حلّ أزمتهم وحماية بلدهم مما يتهدده.
لا شك أن التدخل التركي بخلفيته “الإخوانية” في ليبيا يهدد أمن مصر بشكل مباشر، لأن تمكّن أردوغان من الهيمنة على ليبيا سيمكنه من نقل شروره إلى مصر كما نقلها إلى سورية والعراق في السنوات الماضية، ما يحتم على مصر أن تتدخل سريعاً قبل أن يصبح اللص على حدودها، وهكذا يمكن أن تنقذ نفسها وتنقذ أشقاءها من غول عثماني جديد متعطش للنفط والدماء لا يختلف كثيراً عن سلاطين الانكشارية الذين روعوا شعوب المنطقة على مدى أربعة قرون.
وما يقال عن مصر يمكن أن يقال عن بقية دول المغرب العربي، لأن أردوغان يتطلع لمدّ نفوذه إليها بلداً تلو الآخر ــ وهو لم يخفِ ذلك ــ مستفيداً من شراذمه الإخوانية المنتشرة هناك والتي تعتبره زعيماً لها، ولهذا يجب أن تكون الصحوة مصرية مغاربية، لطرد اللص الحالم من عقر دارهم قبل أن يستفحل خطره في الشمال الإفريقي ولا سيما أنه يحظى برضا وتواطؤ أميركي وهنا مكمن الخطورة.
يحاول اللص التعويض عن الفشل والهزيمة من البوابة الليبية، ولذلك نراه يجنّد كل مرتزقته وإرهابييه على أمل تحقيق ما عجز عنه في سورية، وهو ما يحفز الأشقاء في كل من مصر وليبيا وبقية دول المغرب العربي على مواجهته وإسقاط مشروعه، وهم بذلك يسدون خدمة جليلة لأنفسهم ولأمتهم وللإنسانية جمعاء.
نافذة على حدث – عبد الحليم سعود