اعتناقه في أقسى الظروف ليس ترفاً، فالفكر سواء قبل الانتخابات البرلمانية أم بعدها، يمكننا الاحتكام لها، بتهميشها كيف سنمتلك وعياً برلمانياً، يتيح لنا اختيار من بإمكانه فعلياً أن يمثل هموم الناس ومصالحها..
الوعي والثقافة والفكر كلها مؤهلات تتيح للناخب أن يؤمن أولاً بأهمية الإدلاء بصوته، وأنه يحدث فرقاً في عملية الاقتراع، وثانياً أن تعطى الأولوية لكل ما من شأنه أن يخدم الحراك الديمقراطي والحالة الحوارية التي يفترض أن يتسع لها صدر مجلس الشعب في هذا العصر المختلف كلياً عن كل ما عايشناه في أزمنة سابقة.
فيما بعد…
لاشك أن عضو مجلس الشعب المثقف والذي يمتلك رؤية فكرية، وفهماً لحراك وطبيعة مجتمعه، و فهماً لاحتياجات الناس، تكون فاعليته وحراكه البرلماني ذو معنى يخدم الهدف الذي انتخب لأجله..
هذا في البعد التنظيري…!
ولكن لاشك أن الواقع العملي يختلف، خاصة حين نعيش ظروفاً صعبة، كالتي نعيشها حالياً، حيث يصعب القياس على المتعارف عليه، وإذا كنا نركز على البعد الفكري، في ركننا هذا..
فإن التعاطي الفكري والثقافي في الملمات يحتاج لتفعيل وتشريع مختلف، وإن كان يطغى الهم المعيشي، والوضع الاقتصادي، إلا أن كل ما عشناه من خراب فكري تعملق كواقع مرير، يفضي بنا إلى متاهات خطيرة، إن بقينا نؤجله…
القضايا الفكرية والثقافية حتى في عز الأزمات المعيشية، يعتبر قضية جوهرية، علينا الاشتغال عليها حتى في المجالس النيابية التي تختط تشريعات بنفس جماعي، يمكنها أن تنهض بالبنى الثقافية وطريقة إدارتها.
رؤية – سعاد زاهر