ثورة أون لاين – سامر البوظة:
في ظل السياسات الفاشلة التي ينتهجها رئيس النظام التركي رجب أردوغان الذي يتفرد بالحكم، وهيمنة حزبه “العدالة والتنمية” على الحياة السياسية في البلاد, التي تشهد بدورها أوضاعاً اقتصادية متردية وانهياراً غير مسبوق للعملة المحلية, نتيجة لتلك السياسات, تزداد النقمة والكراهية لأردوغان في الداخل التركي, نتيجة ممارساته القمعية التي كشفت عن ديكتاتوريته ونهجه الاستبدادي الذي يمارسه بحق شعبه وبحق خصومه ومعارضيه, حتى الحزب الذي يتزعمه بات يشهد المزيد من التصدعات منذ أكثر من عام، حيث الانشقاقات تتزايد في صفوف أعضائه وقياداته, خاصة بعد الهزيمة المذلة التي تلقاها أردوغان وحزبه في الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت باسطنبول العام الماضي.
أحدث تلك الانشقاقات هو تقديم رئيسة لجان المرأة في فرع الحزب ببلدة كيزيل تابه التابعة لمدينة ماردين أمينة جوكتاش التي قدمت استقالتها ومعها 14 عضواً آخرين, ليقرروا الانتقال إلى صفوف حزب المستقبل.
انتكاسات متتالية يشهدها الحزب الحاكم في تركيا ومتزعمه، فعلى وقع الأزمة الاقتصادية التي زادت حدتها جراء كورونا، وممارسات أردوغان وفشله في إدارة العديد من القضايا الداخلية والخارجية, إضافة لخسارته المذلة لانتخابات اسطنبول التي حققت فيها المعارضة فوزاً كبيراً بالبلديات الكبرى, كلها أسباب أدت إلى تراجع كبير في شعبيته, وهو ما أظهرته العديد من استطلاعات الرأي في البلاد, كما تناقلت وسائل إعلام تركية بكثرة أنباء عن وجود انشقاقات في صفوف حزب “العدالة والتنمية” الحاكم, واستعداد شخصيات بارزة بالحزب لتشكيل أحزاب جديدة.
حيث نقلت صحيفة “زمان” التركية عن رئيس شعبة حزب المستقبل في المدينة, أمين الهان, قوله إن الاستقالات في صفوف حزب العدالة والتنمية ستستمر خلال الأيام المقبلة مضيفاً إن المواطنين يريدون أحزاباً سياسية جديدة تنقذهم من الأوضاع الاقتصادية المتأزمة.
والاستقالات تتوالى من صفوف حزب أردوغان منذ عام تقريباً, حيث بدأت بإعلان نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان استقالته من عضويته التأسيسية بالحزب, الأمر الذي اعتبره كثيرون ضربة قوية لأردوغان، باعتبار باباجان من مؤسسي هذا الحزب, ليقوم بعده بأشهر قليلة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو بتقديم استقالته وتأسيس كل منهما حزباً مستقلاً معارضاً للنظام.
وهذا الشهر أعلن خمسة من قيادا ت حزب العدالة والتنمية في بالكسير شمال تركيا استقالتهم بشكل مفاجئ.
وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو, أكد الشهر الماضي أن حزب أردوغان سيشهد موجة من الانشقاقات الجماعية نتيجة النهج الاستبدادي الذي يمارسه.
يذكر أن حزب العدالة والتنمية الحاكم فقد نحو 16 ألفاً من أعضائه منذ الانتخابات المحلية في نهاية آذار 2019، إلى جانب 129 ألفاً و808 أعضاء ما بين الأول من تموز 2019 حتى 9 شباط 2020، بحسب ما أفادت به الصحافة التركية.
وكانت دراسة تركية أكدت الأسبوع الماضي تراجع دعم الناخبات في تركيا اللواتي دعمن حزب “العدالة والتنمية” الحاكم لمدة 18 عاماً بواقع 8 إلى 10 نقاط، مع الإشارة إلى إمكانية تغيير الناخبات اتجاهاتهن في أي انتخابات مستقبلية.
والشهر الماضي أيضاً، كشفت مؤسسة ميتروبول تراجع أصوات العدالة والتنمية للشهر الخامس على التوالي، مقابل صعود أصوات أحزاب المعارضة التقليدية، والأحزاب الجديدة التي أسسها منشقون عن العدالة والتنمية.
وبحسب المؤسسة المختصة باستطلاعات الرأي انخفض تأييد حزب أردوغان في شهر حزيران إلى 30.3 في المئة من أصوات الناخبين.