ثورة أون لاين _ فؤاد مسعد:
تجربة جديدة في عالم السينما الموجهة للأطفال بعد فيلم (حلم) يخوض غماراها المخرج أيهم عرسان ، حيث يقوم حالياً بتصوير الفيلم الروائي القصير (جواد) الذي سبق أن فاز نصه بالمرتبة الأولى في مسابقة السيناريو التي أجرتها المؤسسة العامة للسينما عن فئة (السيناريو الموجه للطفل) .
الفيلم الجديد سيناريو وإخراج أيهم عرسان ، بطولة : محمد حداقي ، روبين عيسى ، الطفل سليمان الأحمد. تمثيل : محمود الويسي ، عفراء زينو، زامل الزامل ، نور خلف ، علي ابراهيم ، الطفلان حسن الكردي وشام المبيض ، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما . ويتناول موضوع يحمل خصوصيته في عالم الطفولة يدور في إطار فكرة التعاطي مع (القدوة) وكيف ينظر الطفل إلى ذلك السند الذي يريد أن يقف إلى جانبه في لحظات الضعف عندما يحتاج إليه ، كما يسلط الضوء على الصراع الداخلي الذي قد يعيشه الطفل عندما ينتابه شعور أن هذا السند ربما ليس بالصلابة التي يعتقدها أو يحلم بها ، والسؤال (هل هو كذلك حقاً؟) ، هي جدلية يناقشها الفيلم بكثير من الإنسانية والشفافية من خلال علاقة طفل مع محيطه وعائلته ، حيث يتمازج فيه الواقع مع الخيال لإيصال الرسالة بسلاسة إلى المتلقي الصغير .
يشير المخرج أيهم عرسان إلى أهمية التوجه إلى الطفل عبر السينما فلذلك دوره في تنمية ذائقته السينمائية من خلال أفلام محلية تناقش قضاياه وهمومه ، ويؤكد أن أحد أبرز الدوافع التي حرّضته للتوجه إلى عالم الطفولة ضمن إطار الكتابة والإخراج ، مسألة خضوع الطفل إلى مؤثرات متعددة من ثقافات مختلفة تتبع لجهات الإنتاج الكبرى في العالم ، فرأى أنه لا بد من تقديم مُقترح مغاير وقريب من ذهن الطفل السوري ، وحول تجربته في سينما الأطفال يؤكد أنه يجد فيها متعة كبيرة رغم ما تحمله من صعوبات ، يقول :
هي مسألة ممتعة جداً ولكنها معقدة جداً بالوقت نفسه ، وتنبع المتعة من فكرة أنك ترتد إلى ذكريات وعوالم الطفولة وترى كيف كنت تتفاعل مع الأمور ، وهذا الارتداد لا يعني أن تقتبس من تجاربك ولكن أن تتلمس كيف يمكن أن تكون ردود فعل الطفل وتعامله مع الأشياء من منطقه هو وكيف يمكن أن يتفاعل مع حدث ، وصب هذه الارتدادات ضمن سياق يتناسب مع القصة التي أعمل عليها كسيناريو ثم فيلم ، وتأتي الصعوبة من أنك تتوجه إلى متلق ذكي لماح ليس من اليسير اجتذابه واقناعه بما تقدم له خاصة في ظل كل عناصر الحداثة التي يتلقاها عبر وسائل التواصل الحديثة والإعلام وألعاب الكمبيوتر ، فخياله منفتح كثيراً والرهان كيف يمكن طرح فكرة تشده وتكون جاذبة مع مراعاة الخصوصية ، فلا بد من التطرق لموضوعات لا يجدها في الأفلام الأخرى . وبالعموم أجد أن مشاعر المتعة والتحدي تتغلب على الصعوبات المتوقعة ويبقى المأمول التمكّن من تقديم فيلم للأطفال يحمل المتعة والفائدة.