ما خفي أعظم

أعلن فرع السورية للتجارة في حمص عن مزايدة علنية بالظرف المختوم لبيع 175 طن من المواد، يقال بأنها منتهية الصلاحية والمخزنة في المستودع رقم 3 في المحافظة تشمل أهم المواد الأساسية من الحبوب والشاي والملح والمعلبات والسمنة والمعكرونة والشعيرية والحلاوة والطحينية والمنظفات.

نعم هكذا، وبكل بساطة يمر الخبر ـ إن ثبت صحته ـ مرور الكرام وهو صادم لغالبية المواطنين الذين يعانون الأمرين لتأمين تلك المواد الأساسية بعد ارتفاع أسعارها لأرقام جنونية جعلتها خارج القوة الشرائية المتردية للناس في وقت كان يمكن لما تسمى ذراع الحكومة التدخلي التي اشترت دون شك هي الأخرى تلك الأطنان من المواد بالقطع الأجنبي وبأسعار عالية أن تضخها بالسوق بالوقت المناسب لكسر الأسعار، لا أن تساهم هي عبر تركها أو لنقل تناسيها لمئات الأطنان من المواد المهمة والمطلوبة تفسد وتنتهي صلاحيتها لتأتي وتعلن عن بيعها بالمزاد لتكون علفاً للحيوانات رغم أن احتمالية توجهها نحو السوق وبيعها قائمة بقوة حسب رأي الكثيرين كون اليد التي تركت المواد دون اتخاذ قرار بيعها في صالات السورية يمكن أن تسمح ليد الفساد تلقفها لإعادة توزيعها بالسوق دون أي رادع أو ضمير والانتشار الكبير للمواد غير الصالحة للاستهلاك البشري والمنتهية الصلاحية خلال الفترات السابقة في الأسواق خير دليل.

ولمن لا يعرف فإن هذه الواقعة ليست هي الأولى التي يتم فيها اكتشاف مستودعات مليئة بالمواد والمنتجات الغذائية تهمل ويغض الطرف عنها رغم الحاجة الماسة لها دون ان تطرح بالأسواق، فقد سبق لمؤسسة الخزن والتسويق التي شكلت لاحقاً بعد دمج عدة مؤسسات عامة ما يسمى “السورية للتجارة” أن اكتشف فيها في العام 2013 مستودعات ضخمة من المواد المنتهية الصلاحية أيضاً تم شراؤها بسعر دولار مرتفع، كما صرح أحد مسؤولي الوزارة وقتها، وتركت عامين حتى انتهت فترة صلاحيتها، و(لفلف) الموضوع حينها دون أي محاسبة لأحد أو معرفة لمصير تلك المواد وهذا شكل أرضية خصبة للفاسدين لتكرار التجربة المربحة طالما عين المتابعة والمحاسبة غافلة.

من المؤسف فعلاً أن يشهد المرء حالات الفشل المتواصل لإحدى أهم مؤسساتنا الاقتصادية التي استحوذت على الدعم والرعاية من أعلى المستويات بالدولة ومنحت بموجب إحداثها صلاحيات واسعة ناهيك عما تمتلكه من إمكانات كبيرة تؤهلها لأن تكون اللاعب الأقوى بالسوق لم تستثمر حتى اللحظة لمصلحة المواطن بل ضده وما اكتشاف مستودع حمص إلا مثال.. وما خفي أعظم.

الكنز – هناء ديب

 

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب