الثورة أون لاين – سامر البوظة:
مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية يظهر جليا سعي دونالد ترامب للبقاء في البيت الأبيض بأي شكل من الأشكال، ومحاولاته اليائسة لتحسين صورته أمام ناخبيه وزيادة أسهمه الانتخابية بأي طريقة بعد فشله في العديد من الملفات الداخلية والخارجية،فهو يجهد بشكل واضح لتحقيق أي إنجاز يسجل له في السياسة الخارجية أملا في تعزيز فرصه بالفوز بولاية رئاسية ثانية، فنراه يصعد من عدائه في كل الاتجاهات، وبشكل خاص ضد الصين التي أصبحت من أهم قضايا السياسة الخارجية الانتخابية لترامب، الذي يراكم فشله حتى الآن رغم كل الضغوط التي مارسها على بكين لإملاء شروطه للوصول إلى اتفاق تجاري معها حسب مصالحه.
التوتر في علاقات الولايات المتحدة بالصين أخذ منحى جديداً، يرتبط هذه المرة بالأدوات الدبلوماسية، ففي تصعيد جديد قامت الولايات المتحدة مؤخرا بإغلاق القنصلية الصينية في هيوستون، لتزداد الأمور تعقيدا في وقت تشهد فيه العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم تدهورا غير مسبوق, والتي كانت في أسوأ حالاتها بالفعل منذ عقود وسط خلافات حول عدة قضايا أهمها التجارة والتكنولوجيا، وجائحة كوفيد-19.
الإجراء التصعيدي اعتبرته بكين استفزازا سياسيا ينتهك بشكل خطير القانون الدولي، والمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات بين الدول، وردت على ذلك بإغلاق القنصلية الأميركية في مدينة تشنغدو، حيث غادر اليوم الأحد الموظفون الأميركيون مبنى القنصلية.
وبحسب “رويترز” فقد جاء هذا الإخلاء وسط إجراءات أمنية مشددة، قبل إغلاق المكان غدا الاثنين.
وقالت الوكالة أنه بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة، تجمع عدد من الأشخاص في الشارع الذي تقع فيه القنصلية وعلى الرصيف المقابل للمدخل مع عشرات من رجال الشرطة الذين ارتدى بعضهم الزي الرسمي وبعضهم ملابس مدنية.
وشددت السلطات الصينية الإجراءات الأمنية خارج القنصلية الأميركية في مدينة تشنغدو يوم أمس السبت.
وكانت الصين أمرت الولايات المتحدة بإغلاق قنصليتها في مدينة تشنغدو، وذلك بعدما أخطرتها واشنطن هذا الأسبوع بأن تغلق قنصليتها في هيوستون.
وجاء الأمر الصيني بإغلاق تلك القنصلية ردا على إمهال إدارة ترامب للصين حتى مساء الجمعة لإخلاء قنصليتها في المدينة الواقعة في ولاية تكساس.
وينظر إلى أمر إغلاق القنصلية في تشنغدو الواقعة في إقليم سيتشوان بجنوب غرب الصين على أنه رد متناسب تقريبا من حيث الحجم والتأثير، لتواصل الصين بذلك أسلوب الرد بالمثل على الإجراءات والاستفزازات الأميركية