عندما يسطو نظام الترهيب والبلطجة التركي على مياه نهر الفرات، ويهدد ملايين السوريين بالعطش والعتمة، والأراضي والمزروعات بالجفاف، فهذا الإجراء العدواني لا معنى له سوى أن هذا النظام المارق ماضٍ بخطوات متسارعة في سياساته اللصوصية والإقصائية إلى مكان لا يمكن لأحد أن يتنبأ به، ولا بحجم الكوارث التي يتعمد أن يخلفها وراءه.
ما يقوم به نظام العربدة العثمانية ليس انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، والاتفاقيات الثنائية فحسب، بل استكمال للحرب الإرهابية على الشعب السوري برمته، وعلى كل مقومات الحياة السورية، وهو ترجمة بشكل أو بآخر لحالة العجز التي وصل إليها هذا النظام الاستعماري.
اللص أردوغان حاول تدمير الدولة السورية عبر تجنيد الإرهابيين والمرتزقة ففشل، وساوم بورقة اللاجئين والمهجرين ففشل أيضاً، وأذعن لسيده الأميركي عله يصل لغاياته الاستعمارية وأطماعه التوسعية ففشل أيضاً، وتوهم أنه بما يسمى “قيصر” والحصار الاقتصادي والعقوبات الجائرة أحادية الجانب قد يتمكن هو ونظام الإرهاب العالمي القابع في البيت الأبيض من لي ذراع السوريين فتبددت أوهامه، وذهبت أدراج الرياح، فلجأ أخيراً إلى وسيلة دونية، وأكثر قذارة، هي محاربة السوريين بأبسط مقومات الحياة، ألا وهي المياه، فكان قرار أنظمة الإرهاب الأميركية والغربية وأدواتها تكبيل السوريين بمزيد من الضغوط الاقتصادية بقصد الابتزاز السياسي.
واللافت في ظل هذا الإجرام التركي، عدم وجود أي موقف دولي يدين هذا العدوان المستمر على السوريين، والذي لم يتوقف يوماً أو حتى لساعات، كأن ما يجري إنما هو أمر مخطط له سلفاً في دوائر قرار الإرهاب العالمي، وعلى طاولات الدسائس الأممية، والتلفيقات السياسية، فالمطلوب عالمياً ترهيب سورية، وإخضاع السوريين، واستنزافهم، ومحاولة سلبهم استقلالية قرارهم السياسي والسيادي المستقل.
مهما فعل المحتل التركي، ومهما تعامت عن جرائمه الأبواق والهيئات الأممية المسيسة والمأجورة، فإن بواسل الجيش العربي السوري سيبقون بالمرصاد لكل تحركاته العدوانية، وسيكون الرد بالمكان والزمان المناسبين، والأيام القادمة كفيلة بذلك.
نافذة على حدث – ريم صالح