في كل مرة نزور بها محافظة سوريةً، نرى ونقرأ آلاف السنين من صناعة الحضارة… فعلى هذه الأرض المقدسة كتبت أروع الملاحم حيث لايوجد منزل فيها إلا ولديه حكايات وحكايات من الشموخ والبطولة.
في حلب مدينة العلم والأدب والشعر والفلسفة، لايمكن أن تطأ قدمك بها إلا وتتذكر أبا فراس الحمداني والمتنبي والسهروردي والكثيرين ممن أغنوا الحضارة العربية فنا وشعرا وأدبا .
وأنت تسير في شوارعها وأسواقها العريقة تشعر بدفء المحبة والتواصل الاجتماعي الذي لامثيل له في دول أخرى, بعد غد يحتفل السوريون بعيد الأضحى المبارك وكلهم أمل بأن القادم أجمل وأبهى, فمن صمد عشر سنوات من الحرب الظالمة وانتصر, فسيبصر النور حتماً بعد جائحة كورونا وغيرها, صحيح أن ثمة منغصات تمر هذه الأيام, لكن قدر السوريين أن يقاوموا ويحاربوا بشراسة في هذه الحياة، قدرهم أن يضعوا الأمل أمام أعينهم, وأن يصنعوه إن لم يوجد.
اليوم لايمكن لأحد أن ينكر ماذا تحمل السوريون وماذا قدموا وأنجزوا، فما رأيناه في كل مكان يدل أن للسوريين مقدرات عالية من الصبر وكلما توالت عليهم المحن والمصاعب ازدادوا قوة وقدرة على التشبث بالحياة والعطاء.
كل بقعة سورية …. عاشت الحرب والمعاناة ومانزال نقف كالجبال الشامخة لاتهزهنا ريح هنا أو هناك, على الرغم أن العواصف العاتية التي يفرضها الغرب عليهم لم تتوقف, لطالما كنا أبناء الحق والمقاومة والعروبة الحقيقية… ومازلنا الشعب الأكثر قدرة على العطاء والبذل والفداء في سبيل أن يحيا الوطن وأبناؤه بعزة وكرامة .
مع سوريتنا يستمر الأمل بأن الوطن بخير, فهو محصن داخل بوابات ثقافية تفتح ذراعيها للعالم وللإنسانية جمعاء، فتحارب الجهل والظلام بالعلم والمعرفة والنهضة الفكرية… وكل عام وأنتم بألف خير .
رؤية – عمار النعمة