الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
في تطورات المشهد المتعلق بملف سد النهضة، يبدو أن معركة المفاوضات هي الكفة الراجحة والغالبة بين عدة احتمالات كانت قد طفت على سطح الحدث مؤخراً، بحيث أخذت التصريحات المتبادلة من كل الأطراف مكاناً بعيداً عن احتماليات المواجهة العسكرية، واختيار المفاوضات كطريق وحيد قد يفضي إلى حلول، هو المنطق السائد اليوم بين الأطراف المعنية على الرغم من إشارات استفهام عديدة كانت قد وضعتها مصر والسودان على إجراءات اثيوبيا غير المسؤولة في كثير من الأحيان.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد ذلك اليوم بقوله خلال كلمته في افتتاح المدينة الصناعية بمدينة “الروبيكي”: “أطمئن المصريين بخصوص سد النهضة، مطالباً وسائل الإعلام بعدم الحديث عن حل عسكري لأزمة “سد النهضة” مع اثيوبيا.
وأوضح أنه من حق اثيوبيا توليد الكهرباء من “سد النهضة” لكن دون تأثير على حصة مصر من المياه.
وأضاف السيسي أنه لا داعي لاستخدام لغة التهديد، مشيراً إلى أن التفاوض حول سد النهضة معركة ستطول.
وقال الرئيس المصري في كلمته: “إن من حقنا القلق المشروع حول مفاوضات سد النهضة.. علينا مراعاة عدالة القضية.. وعدالة القضية تطمئننا”، مشيراً إلى أن “الأهرامات الموجودة في الجيزة دليل على ذلك، وعدالة القضية أن حضارة المصريين قائمة على المياه منذ آلاف السنين”.
وكانت كل من مصر والسودان قد انتقدتا اثيوبيا إثر ملئها خزان سد النهضة على نهر النيل الأزرق على نحو أحادي، وذلك في بداية جولة جديدة من المحادثات الرامية إلى تنظيم تدفق المياه من المشروع الضخم.
وقالت وزارة الري المصرية إن تصرف إثيوبيا أثار تساؤلات كثيرة حول جدوى المسار الحالي للمفاوضات، والوصول إلى اتفاق عادل للتعبئة والتشغيل.
فيما وصفت وزارة الري السودانية الفعل الإثيوبي بالسابقة المضرة والمقلقة.
إثيوبيا من جهتها اتجهت نحو محاولة تخفيف التوتر مع مصر وإلغاء أي تصعيد قد يحدث، حيث أعلن السفير الإثيوبي في موسكو، أليمايهو تيغينو أرغاو، اليوم، أن نشوب نزاع عسكري بين إثيوبيا ومصر بسبب الخلافات حول بناء سد النهضة أمر غير واقعي، مؤكداً في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية بأنه لا يوجد أي احتمال لحدوث نزاع عسكري حقيقي في المنطقة بسبب التوتر في مفاوضات سد النهضة.
وأوضح الدبلوماسي الإثيوبي: “الآن هناك مفاوضات ثلاثية بشأن السد تجري تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، وأعتقد أن جميع المشاكل ستحل قريباً جداً.
من جهته حث وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارغاشيو الدبلوماسيين الإثيوبيين على تعزيز جهودهم لتوضيح موقف أديس أبابا من قضية سد النهضة.
جاء ذلك في اجتماع مشترك عقده مع وزير المياه والري والطاقة سيليشي بيكيلي ودبلوماسيين إثيوبيين في دول آسيا وأوقيانوسيا، وفقاً لوكالة الأنباء الإثيوبية.
وأوضح الوزير أن التنمية المستقبلية للبلاد ستعتمد كثيراً على مواردها المائية وعلى الدبلوماسية النشطة في الاستخدام العادل لمياه نهر النيل.
ووفقاً له، فإن البلاد تعيد تنشيط نهج دبلوماسي جديد من خلال إشراك مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الدول المتشاطئة الأخرى لحوض النيل.