بداية نقول هناك إجماع على أن لا انخفاض للأسعار خلال عطلة العيد بل على العكس هناك ارتفاع كبير وكبير جدا خاصة في أسعار الفواكه وبنسب كبيرة جدا أيضا ، والسبب أن الحلقات الوسيطة هي وراء هذا الغلاء . وهناك من يقول إن أسباب ارتفاع أسعار الفواكه عائد لزيادة الطلب عليها من قبل تجار المفرق، خصوصاً الفواكه التي تعتبر أسعارها أقل ، في حين بقيت الفواكه ذات السعر المرتفع على حالها حيث الطلب عليها ،حتى أن البطيخ مأكول ذوي الدخل المحدود قد ارتفع خلال هذه العطلة أي عطلة العيد .
طبعا هناك من يعزي هذا الارتفاع إلى فوضى التسعير وتحركات أسعار الصرف ، ولكن باعتقادنا أن أسباب هذا الارتفاع يكمن في الحلقات الوسيطة التي تعيق عملية انخفاض الأسعار.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه :
ما هو دور الحلقات الوسيطة بعملية ارتفاع أسعار الفواكه . . ؟ ، وبالتالي ماذا عن دور الرقابة التموينية التي يقول المسؤولون عنها إنهم قد وضعوا خطة عمل لضبط الأسواق خلال العيد . .؟
قبل الإجابة على هذين السؤالين نطرح مثالا على أسعار الفواكه المطروحة في السوق قبل العيد وأثنائه ، الخوخ أبو ريحة الذي كان يباع قبل أيام بسعر 550 ليرة للكيلو ،في حين بات اليوم 650 ليرة ،ومثله الخوخ من نوع الجوهرة كان 1100 ليرة واليوم بـ1300 ليرة ،بين معترضتين نحن ابتعدنا عن أسعار الفاكهة الغالية الثمن كالتفاح والموز وغيرهما لأنها فاكهة مخصصة للأثرياء – ،مع العلم أن كمية الفواكه التي دخلت السوق بكافة أنواعها كانت كافية .
نعود لنقول : إن الحلقات الوسيطة هي وراء كل ارتفاع يحصل في السوق بما فيها السورية للتجارة هذه المؤسسة التي لم تثبت وجودها حتى الأن نظراً لوجود من يحاول حرفها عن الهدف الذي وجدت من أجله ،وذلك من خلال قيام البعض ممن يعمل فيها لبيع كميات كبيرة مما يردها إلى التجار وباعة المفرق مقابل أرباح تدخل جيوبهم .
أما اذا اردنا الحديث عن الرقابة التموينية فعلينا التحدث بلا حرج ، لأنها مفقودة ،وإن وجدت فهي غالبا ما تكون لصالح المتلاعبين بالأسعار ،هذا هو دورها تاريخيا .
بكل الأحوال : كنا نأمل خلال العيد شراء الفاكهة لكن هذا الأمل بدده ارتفاع أسعارها الجنوني ،الأمر الذي دفعنا لوضعها في قائمة المواد غير المرغوب بها من قبلنا مع علمنا أنها ضرورية لمواجهة الوباء الذي حل ّبنا دونما استئذان ولا نستطيع السيطرة عليه إلا من خلال تطبيقنا لتعليمات الوقاية منه .
حديث الناس- اسماعيل جرادات