الثورة أون لاين:
1937-2020
عرف الفن السوري قامات مهمة جدا , تركت أثرا جماليا وفنيا على مستوى الوطن العربي والعالم , وغدوا أساطير في الابداع , جيل ترك لنا أثمن الكنوز التي لاتقدر بثمن , من هؤلاء الفنان التشكيلي عاصم زكريا , الذي أرخ للوطن من خلال ألوانه ولوحاته الخالدة , يطوي عاصم جناحيه ويمضي في رحلة الخلود الابدية بعد أن ادى الرسالة وترك الامانة لمن يصونه , وهل أنبل من الوطن للحفاظ على ما ترك؟
الفنان التشكيلي عاصم زكريا صاحب أشهر اللوحات التي صورت نضال الشعب العربي السوري ضد الاحتلال الفرنسي رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 83 عاماً قضى جلها في الرسم الذي وثق من خلاله للتراث الدمشقي ولمعارك وبطولات الشعب السوري.
الفنان من مواليد حي ساروجة في دمشق عام 1937 وعرف بأسلوبه الواقعي الرومانتيكي الذي مثل من خلاله بطولات الشعب السوري وأهالي دمشق ضد المستعمر الفرنسي ومن لوحاته (الفارس الدمشقي) و(حماة الديار) و(رجال الثورة السورية) و(ميسلون) وفي أخرى عاد عبرها إلى تاريخنا القديم كلوحة (معركة اليرموك) كما قام بنقل جمال العمارة الدمشقية وبيوتها وغوطتها وأسواقها وأحيائها.
نشأ الفنان زكريا في أسرة محبة للثقافة والفنون فجده تعلم الرسم في استنبول وكان ضابطاً في الجيش السوري زمن الملك فيصل وحارب مع يوسف العظمة بمعركة ميسلون وجدته كانت تعزف على آلة العود ووالده كان يعزف على آلة البيانو وعمل مدرساً للغتين الإنكليزية والفرنسية وكان يترجم له الكتب الفنية ويزوده بالكتب على تنوعها باستمرار.
درس الراحل زكريا الحقوق ولكن حبه للفن التشكيلي لم يخب في داخله فعمل برسوم الأطفال بدول عربية مثل لبنان والكويت وبعدها اتجه لإيطاليا وانتسب لأحد معاهدها الفنية ليحقق التميز في الجانب العملي ويحط رحاله بعدها في باريس من ثم بريطانيا ويصبح عضواً فخرياً بصالة كريستز للمزادات العالمية ويكون من أحد المقتنين لأهم الأعمال الفنية.
عمل الفنان زكريا باختصاصه القانوني خارج البلاد حتى سن التقاعد ليعود عام 1997 إلى وطنه سورية ويتفرغ لتوثيق المعارك التاريخية والتراث الدمشقي من خلال لوحاته الواقعية الرومانتيكية.
يذكر أن الفنان الراحل عضو اتحادي الفنانين التشكيليين السوريين والعرب وأعماله مقتناة في وزارة الثقافة وضمن مجموعات خاصة وترك عشرات اللوحات التي تعتبر إرثاً فنياً وأرشيفاً توثيقياً لدمشق وتاريخها.