الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
يبدو أن الجيش الأميركي يكذب بشأن مضايقته لطائرة ركاب إيرانية فوق سورية، يقول المتحدثون العسكريون الأميركيون إن هذه الاتهامات الموجهة لأميركا حول تعرض الطائرة الحربية F15 لم تحدث، لكن في الحقيقة كان هناك مضايقة متعمدة بشكل واضح لطائرة الركاب الإيرانية.
فلماذا يكذبون؟ وهل هذا سيئ لسمعتهم؟.
أعتقد ذلك على الرغم من أن سمعة حكومة الولايات المتحدة وجيشها لقول الحقيقة قد سقطت منذ فترة طويلة، ولذا أعتقد أن العالم يتوقع إلى حد كبير أكاذيب من الجيش الأميركي خاصة حول هذه الأنواع من الحوادث.
لكن هذا النوع من العمليات مقلق للغاية، وإن أي استهداف للمدنيين ليس له إلا تعريف واحد وهو الإرهاب، ومن الواضح أن الطائرات المدنية ليست أهدافاً عسكرية.
وهكذا عندما يتعرضون للخطر بسبب هذا النوع من أعمال التهديد من قبل الطائرات الحربية، فهذا عمل إرهابي، من ناحية أخرى نرى أن “مقاتلي” داعش كانوا يطلقون صواريخهم على طائرات مدنية، وهذا إرهاب، حتى لو لم يصطدموا بالطائرة، وحتى لو كانت صواريخهم غير قادرة على ضرب الطائرات أكثر من 10 ٪ فإنها مخاطرة بحياة الركاب المدنيين وهو عمل إرهابي.
وبالنظر إلى الوجود الأميركي في سورية غير الشرعي وغير القانوني، ورغم عدم السماح لهم بالوجود داخل الأراضي السورية، فقد قاموا بإنشاء قاعدة جوية لهم في التنف شرقي سورية، وهو احتلال، ومن تلك القاعدة في سورية يقومون بشن هجمات إرهابية على المدنيين مثل هذا الهجوم على الطائرة الإيرانية الذي لم يكن فيه لحسن الحظ أي خسائر في الأرواح.
لكن للولايات المتحدة تاريخ بالتعرض إلى الطائرات المدنية وقتل المدنيين الأبرياء، على سبيل المثال كان إسقاط الطائرة الإيرانية (إيران للطيران 655) في نهاية حرب الخليج الأولى، حرب إيران والعراق، متعمداً بشكل واضح، ورسالة إلى إيران لقبول الشروط التي فرضتها عليها أميركا، لكن إيران لم توافق عليها، لذا فإن هذا النوع من الأعمال ليس له سوى تسمية واحدة وهو إرهاب دولي بامتياز.
وأيضاً أدى الحظر الأميركي المفروض على قطع غيار الطائرات المدنية إلى عدد لا بأس به من الوفيات في مؤسسة صناعة الطيران المدني الإيرانية على مدى عقود، لذلك هذا غير مقبول على الإطلاق، لكن للأسف ليس لدينا أي قانون دولي حقيقي يمكن فرضه.
ولا تزال الإمبراطورية الأميركية تمنح نفسها الحق في غزو واحتلال كل ما تريده، حيث إنها غزت سورية، وتحتل المنطقة الشرقية منها، وتواصل محاولة تدمير المنطقة نيابة عن المستعمرة الصهيونية، وكل هذا سيتغير عندما يتغير ميزان القوى العالمي، ويتغير بسرعة كبيرة.
الإمبراطورية الأميركية في حالة تراجع بالتأكيد، ومن المرجح أن يحدث الغروب النهائي على الإمبراطورية الأميركية في غضون العقد، أو العقد ونصف العقد القادمين، وعندما يحدث ذلك، يمكن ملاحقة هذه الأنواع من الأعمال الإرهابية وإيقافها.
بقلم: كيفين باريت
المصدر Press TV