قد يكون من الظلم بمكان للشيطان حين نشبه بعض البشر به، فقد سبقوه درجات ودرجات، ولاسيما أولئك الذين يتخذون مقاعد في الواجهة ويرسمون سياسات ويديرون مؤسسات إعلامية معروفة بتاريخها، الذي لم تكن فيه صفحة واحدة تُشرف أو تقترب حتى من رصيف الشرف والميثاق الإعلامي، بغض النظر عما إذا كان أحد ما يعمل به.
في الحرب العدوانية على سورية، مازال الضخ الإعلامي متواصلاً، لم يخب للحظة واحدة، تنقّل بين الفضائيات والصحف والإذاعات، ليستقر في الصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، وهذا لا يعني أنهم تركوا الفضائيات لا أبداً، إنما وجدوا وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث لصيقة بالإنسان أكثر من غيرها، الأسلوب نفسه، الضخ القذر لا يتغير، يعرفون أنهم يكذبون، لكنهم مستمرون بذلك.
تعمل معهم أجهزة تجسس واستخبارات تدير الحملة بصب المزيد من الأكاذيب المصحوبة بشراء الذمم والأقلام، لا يهم إن كانت مكرورة ألف مرة، الغاية أن تبقى مستمرة، ومع هذا ثمة من يتحدث عن حريات إعلام ومصداقية، وكأنه لم يتابع ما تقوم به الإدارة الأميركية من حجب لمواقع تواصل اجتماعي، ومنصات تواصل أخرى، هذا لا يظهر لمن يبيعنا وهم الحريات الإعلامية، ولا يظهر له كيف انخرطت بعض القنوات المجاورة في لبنان بالمزيد من ضخ الأخبار الكاذبة، وإشعال نار الفتنة، وإضرام نار إن اشتعلت ستكون وبالاً على الجميع، مشروع مستمر ولا يتغير ولا يتبدل، صحيح أنه قد وصل حافة الإفلاس واليأس، ولكن علينا دائماً أن نكون على حذر والعمل على تفكيك منظومة الكذب هذه، التي على ما يبدو يطلب منها دائماً أن تبقى جاهزة تحت الطلب، وقد ظهر ذلك واضحاً فيما حدث ببيروت، والأيام القادمة قد تحمل معها الكثير مما كلفت به هذه الأدوات العدوانية، لكن الوعي الشعبي الحقيقي كشف زيفها، وعرّى أدواتها الملطخة بالعار.
البقعة الساخنة- بقلم أمين التحرير ديب علي حسن