ثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
في خطوة هجومية استباقية للانقلاب على النتائج المحتملة، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب خصومه الديمقراطيين بالسعي إلى “سرقة” انتخابات الرئاسة القادمة، مبديا قناعته بعجزهم عن الفوز فيها إلا عن طريق الاحتيال، وهذه الخطوة لا تنم إلا عن الخوف من خسارة الانتخابات الرئاسة القادمة، ولا سيما أن فترة رئاسته كانت مليئة بالجدال والسجال وسوء الإدارة والسياسة، فضلا عن النهج العنصري والدموي الذي واجه به ترامب الاحتجاجات العارمة ضد جريمة مينابوليس العنصرية، حيث يحاول سيد البيت الأبيض فعل كل شيء في سبيل الفوز حتى ولو استدعى ذلك انقلاباً، فبات يستبق 3/ تشرين الثاني القادم بتوزيع الاتهامات وإلقائها عبر استخدام لغة المناورة العكسية في تصريحاته، كمحاولة لجذب الناخب الأميركي وللنيل من نظيره المرشح الديمقراطي، خاصة وأنه فشل في تأجيل الانتخابات.
ترامب المكموم هنا من حجم الغضب الداخلي الذي يلاحقه وسع مخيلته ليصطاد في الوقت المتبقي للانتخابات القادمة، ويصور نفسه منقذاً للأميركيين بعد أن حاول تقديم مشاهد وصور وحيل تصور إنسانية مزعومة، بينما هي لا تمت له بشيء، والاحتجاجات الشعبية المتواصلة ضده مثال حي، وهذه الإنسانية المزعومة التي تشكل مسعى وطريقاً ليس سوياً بل التفافاً واحتيالاً أيضاً على سوء أفعاله خاصة أزمة كورونا وكيفية تعامله معها وتجاهله صحة مواطنيه، أتت عبر تصريحات له أثناء مؤتمر صحفي عقده أمس، واتهم خلاله خصومه من الحزب الديمقراطي، وعلى رأسهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بأنهم “يحتجزون كرهينة” المساعدات المخصصة إلى الأميركيين المتضررين جراء جائحة فيروس كورونا على حد زعمه.
ووفق ما روج له ترامب ضد خصومه الديمقراطيين اتهامه لهم بمحاولة إدراج ملفات على أجندة المفاوضات بين الكونغرس والبيت الأبيض بشأن حزمة جديدة من المساعدات المالية ومن هذه الملفات مثلاً تقديم تحفيزات مالية إلى المهاجرين غير الشرعيين والإفراج عن السجناء والمهاجرين غير الشرعيين المعتقلين، متسائلا عما إذا كانت لهذه الاقتراحات أي علاقة بمساعدة اقتصاد الولايات المتحدة ومحاربة كورونا.
كما اتهمهم بتقديم “الأجندة اليسارية المتطرفة التي لا علاقة لها بالجائحة وبحسب رأيه هم “لا يريدون مساعدة الشعب”.
ليس هذا فحسب بل عاد للتذكير بنغمة سابقة كان قد أشار لها سابقاً حيث حمّل ترامب الديمقراطيين المسؤولية عن تقديم تعديلات على القوانين الخاصة بالتصويت في الانتخابات القادمة، زاعما أنها تفتح مجالا أمام التلاعب بنتائج الانتخابات، بما يشمل التراجع عن إجراءات التحقق من هوية الناخبين وصحة التوقيعات وتنظيم التصويت عبر البريد،على حد قوله.
وتابع في اتهاماته لهم: “هل تعرفون ما هو الهدف وراء ذلك؟ إنه الاحتيال، وهم ينوون محاولة سرقة الانتخابات لأن هذه هي الطريقة الوحيدة بالنسبة لهم للفوز فيها”.
هذه الضربة الاستباقية التي يحاول ترامب من خلالها ضرب أكثر من هدف حالي ومستقبلي بكلمتي “سرقة واحتيال” يأتي على خلفية فشل البيت الأبيض والكونغرس في التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة جديدة من المساعدات المالية الرامية إلى دعم الاقتصاد الأميركي المتضرر جراء الجائحة، علاوة على نحو ثلاثة تريليونلات دولارات كان الكونغرس قد خصصها لهذا الغرض.
ويعود الخلاف الرئاسي في المفاوضات إلى حجم المساعدات المالية الإضافية المخصصة إلى عشرات ملايين الأميركيين الذين فقدوا وظائفهم على خلفية الجائحة.
ووقع ترامب اليوم الأحد أمرا تنفيذيا بخفض هذا المبلغ من 600 إلى 400 دولار أسبوعيا، مبديا قناعته بأن هذا الإجراء سيدفع العاطلين عن العمل إلى البحث عن وظائف جديدة.