مكررات لا بد منها للتذكير

بين الفترة والأخرى نعيد نحن الكتاب، كتابة بعض الأفكار والمعاني ونخوض مرات في قضايا قديمة جديدة كأننا لم نكتب عنها سابقاً.

ليس لأن ابتكار معان جديدة صعب أو لأن الأفكار ضاعت، بل لأن الكتابة في قضايا معينة لم تجد نفعاً ولم تلق الأذن الصاغية ليتم الانتباه والمعالجة لبعض المتاعب التي يعيشها المواطن السوري.

لذلك أعيد هنا توصيف الحال في مدينة جبلة وفي مدن كثيرة تعاني معاناة جبلة.. حيث إن المياه مقطوعة صيفاً شتاءً ومن الصعوبة أن تملأ الأسرة خزاناتها، ومع ذلك الفواتير هي هي، وإذا كانت مدينة جبلة مدينة البحر والمياه والأمطار وقد أكرمها الله بنبع السن العظيم الذي يروي البشر والشجر والطير، فلماذا لا تخصص حصة مناسبة لمدينة جبلة أولاً وخاصة في مياه الشرب التي علينا السهر حتى الفجر كي نملأ جزءاً من الخزان ليفي بالحاجة اليومية؟ فإذا كانت جبلة أم نهر السن تعاني العطش، فماذا يحدث لمدن أخرى لا يوجد فيها نهر السن؟

هل فكر المسؤولون وقاموا بالكشف عن المياه المسروقة لري بساتين بعض المسؤولين؟

هل تساءل أحد أين تذهب مياه نهر السن؟ وكيف تشرب القرى الجبلية الفقيرة؟

هل أحصى أحدٌ كم مرة كُتب عن هذا الموضوع؟

لماذا إذاً الصحافة وما دورها ؟ ولماذا نكتب إذا لم يكن هناك من يسمعها أو يقرؤها ؟

والسؤال الذي بالبال هو سؤال النظافة وسؤال البلديات التي تغرف من هنا ومن هناك وتلبي حاجة الوجهاء والمديرين بينما أكوام القمامة تحيط بالطرقات من الجانبين وأمام المدارس والمفارق والجسور وحتى أمام مؤسسة المياه في قريتي.. ومع كل الأسى تتدحرج أكوام وأكوام على طول مجاري الري التي تحولت إلى رصيف للزبالة، هذا في زمن الكورونا.. فكيف في زمن آخر؟

أما النقطة المثيرة للجدل فهي تتعلق بكورنيش جبلة الذي اكتظ بقصور المسؤولين وبالجمعيات السكنية البسيطة والتي لا تليق بكورنيش يفترض أنه كورنيش سياحي مخصص للفنادق والمطاعم والمشاريع المميزة بعيداً عن (أكل الرصيف) وتشويهه.

 لقد سعدت جبلة بتفكيك المقاهي غير النظامية التي حجبت البحر وزرقته وهسيس الموج وأرجوانه عن المدينة وتحول الشاطئ حينها للميسورين الذين يقدرون دفع ثمن رؤية الكورنيش بينما ابتعد الفقراء ولم يعد البحر يخصهم لأن المقاعد الحجرية العامة قد أزيحت وحلّت محلها مقاعد مأجورة لأصحاب المقاهي والمطاعم.. لكن ماذا بعد تلك المقاهي؟

هل تنوب الخيام وشوادر اليونيسيف عما هدم؟ ولماذا لا تصير الاستثمارات في طرف ويبقى الكورنيش في طرف آخر على غرار كل المدن؟

غير أن الجمعيات السكنية والتي لم تنته منذ عشر سنوات ولم تعبد شوارعها، قامت بواجب التشويه للكورنيش فصارت جبلة حقاً مدينة شعبية فوضوية لا فندق فيها ولا كورنيش (مثل باقي المدن البحرية) تملأ شوارعها الفوضى والأبنية التي تأكل الأرصفة من دون حسيب أو رقيب، لقد كانت جبلة من المدن الساحلية الجميلة والتي كان يمكن أن تقوم فيها أكبر الاستثمارات السياحية والعمرانية والزراعية لقربها من الجبل والبحر ونبع السن، إضافة إلى أن ريفها يصب كله في مشفاها الوحيد.. فلماذا لا يكون هناك مشفى في بيت ياشوط وآخر في نواح أخرى؟

إن الجبلاويين من أكثر السكان تعليماً وتفوقاً في الطب والهندسة والأدب وباقي العلوم.. ويكفي أن نذكر أن في البيت الواحد خمسة أو عشرة جامعيين وربما عشرة أطباء.. وأهل جبلة من أكرم الناس وأحسنهم خلقاً لذلك يحق لهم أن يطالبوا بريف نظيف مخدّم وبمدينة سياحية جميلة أنيقة العمران وأنيقة التخطيط.

معاً على الطريق – أنيسة عبود

 

آخر الأخبار
حريق يلتهم معمل إسفنج بحوش بلاس وجهود الإطفاء مستمرة "الأوروبي" يرحب بتشكيل هيئتَي العدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا  إعادة هيكلة لا توقف.. كابلات دمشق تواصل استعداداتها زيوت حماة تستأنف عمليات تشغيل الأقسام الإنتاجية للمرة الأولى.. سوريا في "منتدى التربية العالمية EWF 2025" بدائل للتدفئة باستخدام المخلفات النباتية  45 يوماً وريف القرداحة من دون مياه شرب  المنطقة الصناعية بالقنيطرة  بلا مدير منذ شهور   مركز خدمة الموارد البشرية بالخدمة  تصدير 12 باخرة غنم وماعز ولا تأثير محلياً    9 آلاف طن قمح طرطوس المتوقع   مخالفات نقص وزن في أفران ريف طرطوس  المجتمع الأهلي في إزرع يؤهل غرفة تبريد اللقاح إحصاء المنازل المتضررة في درعا مسير توعوي في اليوم العالمي لضغط الدم هل يعود الخط الحديدي "حلب – غازي عنتاب" ؟  النساء المعيلات: بين عبء الضرورة وصمت المجتمع خطوة تخفف الآلام.. المفقودون ...وجع يسكن كل بيت محامون لـ"الثورة": المرسوم 19 حجر الأساس لإنصاف ذويه... الأطباء السعوديون بلسموا قلوب 250 سورياً بمشفى جراحة القلب الأولى من نوعها ... زراعة بطارية لاسلكية ... الخارجية: سوريا تستعيد موقعها الطبيعي برؤية التعاون والانفتاح