أينما حصل تخريب ممنهج على اتساع الخريطة الدولية لاستهداف استقرار أمن الدول وزعزعتها وسرقة مقدراتها ومحاولة إخضاعها بالقوة للهيمنة الاستعمارية، فالدلائل والبينات دوماً تشير إلى عرابة الخراب وراعية الإرهاب العالمي أميركا، وإن ارتدت إداراتها قفازات حماية حقوق الإنسان للتنصل من فظائعها وإخفاء جرائمها الموثقة التي يطفح بها سجلها الإرهابي.
أميركا هي من فخخت منطقتنا بديناميت الحروب الإرهابية، ولغمت طرقات الحلول، ونسفت سبل الحوار، وجلست على تلة الخراب المصطنع منتشية بفظاعة ما ارتكبت يداها الآثمتان من جرائم وفظائع، تهذي بمكتسبات و ترسم خرائط للنهب، وتحيك مؤامرات لتنفيذ مخططاتها الشيطانية، أجل أميركا محراك الشر العالمي ومهندسة الفوضى الإرهابية في منطقتنا تكريساً لأطماعها، وانصياعاً لرغبات ربيبتها الصهيونية بتفتيت وتمزيق المنطقة على مقاس أوهامها التوسعية.
ما يجري اليوم من انتهاكات وجرائم وتعديات ترتكبها ميليشيا قسد بحق الأهالي في الجزيرة السورية بدعم وإسناد وإشراف من المحتل الأميركي يؤكد الحقيقة الإجرامية للإدارة الأميركية ويوضح مشهد التعديات الصارخ بفجوره المكرر بسيناريوهاته العدوانية الغايات الخبيثة من وراء رفع حدة استهداف المدنيين لتهجيرهم واقتلاعهم عنوة من أراضيهم.
فالهدف الأميركي لم يعد مبطناً والمآرب لم تعد مبهمة أو خفية، وذلك عندما نزع ترامب عن وجه إدارته قشرة الخداع الذي كانت تستميت لتخفيه الإدارات السابقة، فجاهر بكل وقاحة بأطماع بلاده، وفضح الغايات القذرة التي أخفاها البيت الأبيض تحت بساط الدبلوماسية لإيهام الرأي العام بأن أميركا نصيرة سلام الدول وحامية حقوق الإنسان وأنيابها تقطر سموماً لتحصيل مكتسبات وسرقة مقدرات يسيل لها لعاب الشراهة والجشع الأميركي.
فعلى لهيب من فوضى إرهابية تغلي أميركا مرجل أطماعها الاستعماري في الشرق، بعد أن رمت كل حطب أدواتها من ميليشيات انفصال عميلة في محرقة انغماسهم في لعبة شرورها، رافعة حرارة الإرهاب إلى أعلى درجات غليانها لتنضج طبختها المسمومة المرادة في سورية، ويغيب عن بال أرعن البيت الأبيض المتورم غطرسة، أن العابث بالنار لن يأمن لظى تداعياتها واحتراق جنود احتلاله، وأن باذر الشر سيحصد أشواك آثامه.
أما اللاهثون الحمقى في دائرة تبعية واشنطن وراء أوهام انفصالية، والمراهنون السذج على إيفائها بوعودها، ستتلاشى مشاريعهم أمام مد الإنجاز السوري وضربات المقاومة الشعبية التي تعرف جيداً كيف توجع العملاء المتآمرين على وحدة الجغرافيا السورية، وتحترف فنون مقارعة وإيلام المحتلين والغزاة حتى دحرهم عن كامل التراب الوطني.
حدث وتعليق- لميس عودة