الثورة أون لاين- ريم صالح:
يعتبر يوم تحرر كوريا الديمقراطية الشعبية من نير الاستعمار الإمبريالي الياباني في15 آب عام 1945 نقطة تحول تاريخي بالنسبة للشعب الكوري، حيث استطاع هذا الشعب أن يشق طريقا جديدا لتطوره، بصفته سيدا لمصيره، وسيدا جديرا للدولة والمجتمع، وفي مثل هذا اليوم من كل عام يتذكر الشعب الكوري بتأثر عميق مآثر الرئيس كيم إيل سونغ، محرر كوريا عامي (1912 – 1994).
وبهذه المناسبة أصدرت السفارة الكورية الديمقراطية الشعبية بدمشق نشرة خاصة لإحياء ذكرى تحرير كوريا، تلقت ” الثورة” نسخة منها، حيث توضح النشرة أنه في الماضي كان أبناء الأمة الكورية يعانون مأساة العبودية الاستعمارية من جراء الاحتلال الياباني العسكري عامي (1905 – 1945)، فكان الإمبرياليون اليابانيون يحاولون خرق وطمس كل ما لدى الأمة الكورية، متشدقين بأنه ” يجب على الكوريين أن يخضعوا للقانون الياباني، أو يموتون عند إكراه ذلك”، فقاموا باعتقال الوطنيين الكوريين وقتلهم، وحطموا ونهبوا الموارد الاقتصادية، والتراث الثقافي بدون تمييز، والأدهى من ذلك فرضوا على الكوريين عدم استخدام لغتهم الأم، وتحويل أسماء عائلاتهم وأسمائهم على الشكل الياباني.
وأكدت النشرة أن عددا كبيرا من الكوريين أرهقت دماؤهم من أجل استعادة الدولة، ومن بينهم آن جونغ كون الذي استشهد على أيدي الإمبرياليين اليابانيين، بعدما قتل ايتو هيروبومي زعيم العدوان على كوريا، بحثا عن سبيل لتحرير الوطن، وأما لي جون فقد زار لاهي لحضور “مؤتمر الصلح العالمي” حاملا رسالة طلب الاستقلال، وقتل نفسه ببقر بطنه في قاعة المؤتمر سخطا على رفض حضور المؤتمر، ولم يتردد عدد آخر من الأشخاص الوطنيين مثلهما في التضحية بأنفسهم عند الحاجة من أجل استقلال كوريا، وعلى الرغم من ذلك لم تشهد كوريا استقلالها.
ووفق ما ذكرته النشرة، فإنه حين كان مصير الأمة الكورية ذات التاريخ العريق في كفة الميزان، ولد الرئيس كيم إيل سونغ لإنقاذ مصير الأمة، حيث انطلق الرئيس سونغ في أوائل العقد الثاني من عمره على طريق النضال الثوري، حاملا في قلبه الغايات السامية لاستقلال كوريا، وفي حزيران عام 1930 عقد اجتماع “كارون” التاريخي لإيضاح طريق التقدم للثورة الكورية، حيث عرض الخط الخاص بتحقيق قضية التحرر الوطني عن طريق خوض النضال المسلح بالقوة الذاتية، وليس بالاعتماد على قوة الآخرين، أو بالطريقة السلمية، وفي يوم 25 نيسان عام 1932 شكل جيش حرب العصابات الشعبي المناهض لليابان ( أصل الجيش الشعبي الكوري الحالي)، وأعلن الحرب المناهضة لليابان.
وتؤكد النشرة بأن النضال المسلح المناهض لليابان الذي نظمه وخاضه الرئيس سونغ لفترات طويلة، دون أن يكون ثمة دولة تشكل عمقا استراتيجيا له، ودون أن يتلقى المساعدة من جيش نظامي، كان نضالا أكثر صعوبة، وبطولة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، رغم أن الإمبرياليين اليابانيين قالوا بالمجاز إن جيش حرب العصابات المناهض لليابان هو “قطرة الماء في المحيط” فلم يتصور أحد أن “قطرة الماء” هذه تتغلب على المحيط.
وأشارت النشرة إلى أن استراتيجية الرئيس سونغ الفريدة، وتكتيكاته البارعة لحرب العصابات، أسهمت في توجيه الضربات القاصمة للإمبرياليين اليابانيين الذين كانوا يحلمون في السيطرة على العالم تحت لافتة ” إقامة منطقة الازدهار المشترك لشرق آسيا العظيم”، فارتعشوا من قمة رأسهم حتى أخمص قدميهم بمجرد استماعهم إلى اسمه الكريم، زاعمين بأن ” كيم إيل سونغ يستخدم فن تقصير المسافة للظهور والاختفاء السريع”، وقالت النشرة أن الرئيس سونغ كان قائدا أسطوريا لجيش حرب العصابات، وبطلا معروفا لأبناء الأمة كلهم.
وأضافت النشرة: أنه في أيار عام 1936 شكل الرئيس سونغ جمعية استعادة الوطن، الجبهة الوطنية المتحدة المناهضة لليابان التي تضم جميع الطبقات والفئات الوطنية، واستنهض جماهير الشعب الغفيرة إلى الحرب المناهضة لليابان، لتتوفر بذلك القوى المستقلة الموثوقة لتحقيق قضية التحرر الوطني، التي يكون جيش حرب العصابات نواة لها، ويلتف حوله جميع أبناء الشعب، واعتمادا على هذه القوة الجبارة استقبل الشعب الكوري بمبادرة منه الحدث الكبير لانتهاء الحرب العالمية الثانية.
وبحسب ما ذكرته النشرة، فإنه في يوم التاسع من شهر آب عام 1945 أصدر الرئيس كيم إيل سونغ أمرا خاصا ببدء عمليات الهجوم الأخير لتحرير الوطن، فاستولت وحدات الجيش الثوري الشعبي الكوري على المراكز المعادية في لمح البصر، ووسعت النجاحات القتالية، والتحم أبناء الشعب في كل أرجاء البلاد مع وحدات الجيش الثوري الشعبي الكوري بالانتفاضات المسلحة، وفي نهاية المطاف تحررت كوريا في يوم 15 آب عام 1945، فاستقبل الشعب الكوري انبعاث الأمة بعد وضع حد لمأساة العبد المحروم من البلاد طوال 40 عاما.
وأضافت النشرة: لقد فتح أمام الشعب الكوري المتحرر طريق عريض يؤدي إلى بناء المجتمع الجديد والتطوير الاشتراكي، ومنذ ذلك الحين بدأ التاريخ المجيد لكوريا الاشتراكية لتكون محط اهتمام المجتمع الدولي كحصن منيع.
وختمت النشرة بالقول: مآثر الرئيس كيم إيل سونغ محرر كوريا ستخلد جيلا بعد جيل مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية المزدهرة.