حالة استغلال رخيصة ودنيئة يلجأ إليها البعض مستغلين حاجة الناس ولهفتهم للحصول على الدواء لمرضاهم، بهدف تحقيق مزيد من الأرباح من خلال تحميل منتجات لا يحتاجها المريض وقد تكون منتهية الصلاحية أو قاربت على الانتهاء، وخاصة تلك المنتجات التي لا تجد لها سوقاً للتصريف.
ففي مشهد غير مألوف، لكنه للأسف يحصل، وقفت عاملة في إحدى الصيدليات تساوم على حياة مريض دون أن يهتز لها جفن أو يتحرك عندها ضمير، وتركت أهله أمام خيار وحيد؛ إما الرضوخ لشرطها أو مغادرة الصيدلية بلا دواء.
فبينما كانت اللهفة بادية على ذوي المريض وهم يبحثون من صيدلية إلى أخرى عن الدواء لمريضهم المصاب بفيروس كورونا، وجدوا ضالتهم بعد عناء عند واحدة من الصيدليات، ولكن الفرحة لم تكتمل؛ فالحصول على الدواء مشروط بشراء عبوة (تاتش) ثمنها يعادل ثمن الدواء، وإلا فلا دواء ولا شفاء لمريضهم.
العاملة في الصيدلية بررت موقفها بأن مستودع الأدوية الذي باعها الدواء فرض عليها مع كل علبة دواء عبوة (تاتش)، ولذلك فهي لا تبيع الدواء دون التاتش.
وهنا نود الإشارة إلى تلك العلاقة غير المفهومة ما بين مستودعات الأدوية والصيدليات، والتي فيها الكثير من التأثيرات على سوق الدواء، وفيها الكثير من تقاذف المسؤوليات ما بين الطرفين، في وقت يبدو فيه الأمر أن هناك توافقاً ضمني بينهما وبما يحقق مصالحهم الضيقة على حساب صحة المريض وسلامته.
والسؤال هنا لمن يلجأ المريض أو ذووه في مثل هذه الحالات التي تخلو من الإنسانية والضمير، والتي تنم عن سلوك لا أخلاقي تتم فيه المبازرة بشكل صريح على حياة الإنسان، واستغلال حاجته الماسة للدواء، وخاصة في الحالات التي يكون فيها الزمن عاملاً حاسماً في الشفاء، بحيث كلما حصل على الدواء في وقت أبكر زاد الأمل بشفائه وتعافيه من المرض.
حديث الناس- محمود ديبو