الثورة أون لاين:
تظهر البيانات التي تقدّمها الأجهزة القابلة للارتداء للصحة واللياقة دليلاً قد يشير إلى إصابة الأفراد بفيروس كوفيد-19. وهو أمر جيّد وخاصةً مع صعوبة الحصول على مواعيد لعمل المسحات وتأخر نتائجها أيضاً.
إذ تزوّد هذه الأجهزة المستخدم ببيانات عن نشاطه البدني ونبض قلبه ودرجة حرارة جسمه وجودة نومه، لتساعده على متابعة صحته.
وتشمل هذه الأجهزة ساعات ذكية، وهي الأشيع، بالإضافة إلى ربطات معصم ذكية وخواتم وسماعات أذن وملابس ذكية وأحذية ونظارات.
استخدم الباحثون خوارزميات عديدة لتقييم بيانات الأجهزة لاكتشاف الإصابة بفيروس كوفيد-19، فكانت النتائج مقبولة. وتعرف هذه الأجهزة بارتفاع ثمنها وصعوبة استخدام بعضها، وسيؤدي تحسين هذين الجانبين إلى جلب المنفعة لأكبر قدر من أفراد المجتمع.
حيث درس الباحثون طرائق استخدام الأجهزة القابلة للارتداء لاكتشاف أعراض المرض قبل جائحة كورونا لأنها أدوات ممتازة لمراقبة الصحة العامة. فمثلاً، حلّل الباحثون بيانات الساعات للتعرف على الأشخاص الذين عانوا من أعراض شبيهة بالإنفلونزا بالاعتماد على نبض قلبهم وأنماط نشاطهم اليومي، إذ يشير تسارع نبض القلب عادة إلى إصابة المستخدم بخمج.
يصعب البت بنوع المرض المصاب به مستخدم الجهاز بالاعتماد على هذه البيانات، لكن ملاحظة تغير مفاجئ بهذه الأرقام ينبه الأفراد إلى عزل أنفسهم والخضوع للاختبارات التشخيصية وتقليل فرص انتشار المرض مثل كوفيد-19.
يشاع استخدام ميزان الحرارة لقياس الحرارة عن بعد باستخدام الأشعة تحت الحمراء لقياس أحد أهم أعراض مرض كوفيد-19.
وعلى الرغم من انتشار هذا النوع من موازين الحرارة، إلا أن حساسات الحرارة في الأجهزة القابلة للارتداء قليلة بسبب صعوبة قياس درجة حرارة الجسم قياساً دقيقاً بالاعتماد على الجلد.
إذ تختلف درجة حرارة الجلد باختلاف الظروف المحيطة وتبخر العرق ودرجة الإجهاد.
تقيس بعض اللصاقات درجة حرارة الجسم، لكن تشخيص الأخماج بالاعتماد على درجة الحرارة وحدها أمر غير وارد. فعادةً ما يكون ارتفاع درجة الحرارة بمثابة تنبيه للخضوع للاختبار.
تتزايد الأبحاث لتطوير تقنيات الاستشعار لتوسيع مجالات استخدام الأجهزة القابلة للارتداء لمراقبة الصحة، وقد تسرّع الجائحة معدّل هذه الأبحاث.
تتضمّن إحدى المقاربات تصميم حسّاسات تستشعر مركبات معينة في العرق، تزود هذه المركبات الأجهزة بمعلومات عديدة عن درجة حموضة الدم وتركيز أيونات الصوديوم والجلوكوز والكحول إلى جانب معلومات أخرى.
فقد لجأ الباحثون إلى الاستشعار الكيميائي باستخدام عدسات لاصقة وعدسات ذكية للحصول على معلومات من الدموع.
من سلبيات حساسات الأجهزة القابلة للارتداء عجزها عن اكتشاف وجود فيروس كوفيد-19، إذ تتضمن عملية اكتشاف الفيروس خطوات عديدة تبدأ باستخلاص الحمض النووي الريبوزي من العينة وإنتاج بضعة نسخ منه والتعرف عليه.
وعلى الرغم من وجود معدات مصغرة لاكتشاف الحمض النووي سريعاً، لكن ما زال أمام الأجهزة القابلة للارتداء شوطاً طويلاً قبل أن يصبح دمج هذه المعدات معاً ممكناً.
فمثلاً، يخضع اختبار كوفيد-19 التشخيصي لاختبارات سريرية حاليّاً، حيث يستجيب حساس الاختبار الذي يتطلب عينةً مأخوذةً من الأنف لوجود الحمض النووي الريبوزي ويعطي نتيجةً خلال أقل من ساعة.
صحيح أن هذه التقنية غير قابلة للارتداء، لكنها تمهد لأجهزة مستقبلية قابلة للارتداء صغيرة الحجم وقادرة على اكتشاف الفيروسات.
وستكون الأجهزة القابلة للارتداء المثالية شبيهة بالأجهزة العجيبة التي نشاهدها في أفلام الخيال العلمي، إذ ستكون قادرة على استشعار وجود فيروس في البيئة المحيطة وتحذير المستخدم لمغادرة المكان قبل التعرّض له.
ويتطلّب اكتشاف وجود فيروس ينتقل في الهواء معدات معينة لجمع عينات هواء وتحليلها، وتعد طرائق أخرى مثل المستشعر الحيوي الضوئي الحراري بنتائج واعدة، لكنه يطلب من المستخدم إجراء التحليل.
على الرغم من منافع هذه الأجهزة القابلة للارتداء، إلا أن ثمنها الباهظ وصعوبة استخدامها لغير متحدثي اللغة الإنجليزية يحدّان من استخدامها ويرفعان احتمالية عدم تقبلها.
إذ خلص ملخص ورشة الأكاديميات الوطنية إلى أن التطوير المستمر لهذه الأجهزة يحتاج إلى جمع بيانات المجتمع، ومن شأن إمكانية جميع أفراد المجتمع الحصول على هذه الأجهزة وتقبلها أن يساعدا في الحفاظ على صحتهم في خضم الجائحة الحالية.