إفتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله
الاستثمارُ السياسي الأميركي الصهيو أطلسي بفاجعة مرفأ بيروت من بعد الزيارات الحاصلة والبيانات والتصريحات الصادرة، صارَ فجوراً مُعلناً، فيما التهديد والتهويل الحاصل أصبح واضحاً فاضحاً، ذلك مع وصول بوارج حربية وطائرات وحشود عسكرية، هي قولاً واحداً آخر ما لا يَحتاجه لبنان الشقيق المَفجوع بكارثة المَرفأ، وتَحتاجه فقط وحصرياً قوى العدوان التي تَستهدفه وتَستهدف عُمقه الداعم لخطه الثابت في مقاومة الاحتلال واجتثاث الإرهاب وحفظ السيادة والاستقلال.
القادمون إلى لبنان، من ايمانويل ماكرون إلى ديفيد هيل وسواه من المُتصهينين، ممن يُجيشون ويُعسكرون المتوسط، وممن يَنفخون بنار التحريض والفتنة تحت عناوين الإصلاح وسواها استثماراً قذراً بالفاجعة، لم يَحمل أحدٌ منهم أي مُساعدات إلى الشعب اللبناني وحكومته، بل جَعلوها مَشفوعة باشتراطات تَخطت حدود التدخل الوقح بترتيب البيت السياسي اللبناني الداخلي، الأسماء، طرائق التمثيل ونسبته المئوية بالحكومة والمجلس النيابي، لتُحدد المَهام المَطلوب تَنفيذها عاجلاً، ولاحقاً!.
كارثةُ المرفأ، كارثةٌ اقتصادية حلّت بلبنان الشقيق، دولته وشعبه، ومع التّقدم بمسار التحقيق الوطني اللبناني الذي سيَكشف تَفاصيلها ويُحدد أسبابها، كيف وَقعت؟ ما المسؤوليات؟ وصولاً للمُحاسبة على الإهمال في حال استبعاد فَرضية الاعتداء الخارجي وتَثبيت فَرضية الحادثة الناشئة عن التقصير، فما حاجة لبنان إلا للمساعدات الإنسانية، الطبية، الاقتصادية، والمالية كقروض وهبات؟ وبالتالي ما حاجته لتَسييس الحادثة؟ وما حاجته للجيوش والفرقاطات الأطلسية؟.
هو الاستثمار الفاجر إذاً لتَحقيق غايات سياسية، هو التهويل والتهديد والتدخل الفاضح لتَعويض ما لم يَتحقق بالحرب، بالإرهاب، بالفتنة، بالتحريض، بتعطيل المؤسسات، وبالعقوبات، ذلك أنّ رفعَ لواء الإصلاحات المزعومة، واشتراط حصولها، يَكشف نصفَ الحقيقة أو ثُلثيها، فيما تَتَكفل محاولات التشكيك بالتحقيق اللبناني وتَعمد التشويش على مَساراته بالثلث الباقي!.
الاستثمارُ الصهيوأطلسي الفاجر، التهويل والتهديد الفاضح، إذا كان صحيحاً أنه خطير جداً، فإنّ الصحيح أيضاً أنه سيَخيب ولن يتحققَ من أهدافه شيئاً إلا تَعميق حالة الصراع، والدفع باللاستقرار إقليمياً ودولياً إلى مُستويات أكثر خطورة، ذلك أنّ التَّلطي خلفَ فاجعة مرفأ بيروت تَعويضاً لفشل المشروع الصهيوأميركي بالمنطقة – الذي أجهضته سورية وإيران والمقاومة الوطنية اللبنانية – سيَنتهي إلى خَيبة أخرى يَبحث ترامب نتنياهو عن نَقيضها كرافعة سياسية انتخابية إنقاذية لهما.
خطواتُ التطبيع الجارية مع الكيان الصهيوني، والازدحام الصهيوأطلسي الحاصل في المتوسط، والتحشيد على المسارات والمنابر السياسية والإعلامية، إنما هو فجور وتَهويل، هدفه مُمارسة أقصى الضغوط النفسية لتَحقيق الهزيمة المَعنوية وصولاً لفَرض وتَرسيخ ما فَشلت به قوى العدوان بالحرب والإرهاب منذ عدوان تموز – آب 2006، وهو ما لن يَتحقق، فالانتصارات الناجزة في سورية بدحر الإرهاب وداعميه وبإسقاط مَشاريع الهيمنة والتمزيق، يُبنى عليها في العراق ولبنان، بل أبعد من حدود المنطقة، وإن هزائم الولايات المتحدة داخل مجلس الأمن – آخرها إفشال مشروعها ضد إيران – لا بُد أن تُستكمل، ليَحزم معها في نهاية المطاف أعضاء تحالف الشر الذي تقوده حقائب الخَيبة، ويَرحلون ..