نحن أيضاً كما المبعوث الأممي إلى سورية ..بيدرسون.. لانتوقع حصول معجزة سياسية في اجتماع لجنة مناقشة الدستورغداً ..ولن نشطح بالأمنية الدبلوماسية إلى أبعد من بساط المهمة الأممية في سورية ..خاصة أن مبعوث ترامب جيمس جيفري يتجول بالرداء الجديد لعقوبات قيصر في أروقة المؤتمر ويعطي الإشارات لوفد( المعارضات) بالمرور الإجباري من الرؤية الأميركية .. وخاصة أيضا أن أفعال أردوغان في سورية سبقت أقوال ممثله الذي هرول ليجتمع مع بيدرسون قبل انعقاد جلسة (اللجنة الدستورية )وبعد أن خرق العثماني كل القوانين الدولية والإنسانية بتعطيش مليون سوري في الحسكة ..فكيف نرتوي من الخزانات السياسية في المؤتمرات اذا كان سدود الأفعال الوحشية لأردوغان تقطع سبل الحلول في الواقع بأسر قطرة الماء في الشمال السوري ..ونيات قيصر ترامب واحتلاله في شرق الفرات يخرقان كل دساتير العالم واستقلال الدول ..عن أي المواد الدستورية يبحث بعد اجتماع اللجنة ! اذا كان ترامب يحاول التهام حق الدول في إدارة ثرواتها ..ويبتلع أردوغان مياه أنهارها !!
لم نستغرب ماجرى في محافظة الحسكة من اعتقال تركي وأسر للمياه ومحاولة اغتيال الحياة هناك طالما أنّ السوريين يقاومون أشكال الاحتلال من الإرهاب حتى (الباب العالي) في أنقرة.. ولا فرق بين عثماني وإرهابي في استخدام أقذر الأدوات ..فما قبل اعتقال مضخة علوك في رأس العين يرجع بنا شريط الذاكرة الى احتلال نبع الفيجة ومحاولة تعطيش دمشق.. وقبلهما تيمم الحلبيون بصبرهم على جفاف الحلوق فكان نصرهم بتكرار قطرة الماء ألف مرة وتدفق دم الشهداء حتى ارتوت الشهباء مجداً..
فهل ضج التاريخ الإنساني بمثل هذه الوحشية والانفلات الأممي يوم تصبح ورقة المياه سيفاً يسلط على المدنيين ويقطع رأس الحياة تماماً كما قطع داعش رؤوس الأبرياء …….واللافت..
لم يستنفر مجلس الأمن والمجالس الأممية لموت السوريين عطشاً.. فالبعثة الاستكشافية ولجان التحقيق الدولية لا تغريها سوى رائحة الكذبة الكيماوية، وما عدا ذلك من جرائم بحق الإنسانية لا تستحق حتى التصريح أو الاعتراف بأن الموت واحد والغايات السياسية متعددة… ومن لم يمت في فيلم الكيماوي والخوذ البيضاء هو خارج السيناريو السياسي لاهتمام الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن.. فأي أمن دولي هذا والماء بات يصنف ضمن ترسانة الأسلحة التركية ضد السوريين !!.
وأي المؤتمرات والاجتماعات ستروي الحلول في سورية والمنطقة كلها طالما أن الصرخة الإنسانية التي أطلقها السوريون بالأمس لانقاذهم من العطش ووباء كورونا ضاعت في صمت الاستجابة الأممية وان اثمرت في لفت الأنظار بأن الحصار الغربي ومن معه تركيا لن يصل إلى مآربه في سورية حتى لو وصل الى عروق السوريين وجففها بل على العكس زاد من عزتها وانهض المقاومة الشعبية من رحم معاناتها فهل تتعظ المنطقة بأسرها ..
ما جرى يعكس حالاً مشتركاً في المنطقة العربية كلها وأمنها المائي الذي لا يعني للغرب شيئاً ..هيروشيما العطش قد ينفجر في أي لحظة وبأي دولة من الدول العربية دون أن يرف لواشنطن ومن معها جفن إنساني او حتى سياسي.. فالماء من المحيط للخليج ينبع ٦٥بالمئة منه خارج أراضي المنطقة، وطالما أن تعويذة العطش التي استحضرها أردوغان لقيت قبولاً دولياً دونما استهجان فهي قد تكون من أوراق الضغط المقبلة والأسلحة الغربية الرائجة ضد المنطقة، وحرب المياه جارية من عمق الأزمات وتاريخها بين الدول.. فما بالكم إذا كان رشاش الماء بيد أردوغان !!.
نبض الحدث-عزة شتيوي