الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
حمى الحصول على الفوز مجدداً، تزيد من حدة الحرارة السياسية لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي بات يقلب كل الأمور والحقائق للتنصل من سياساته الهوجاء، وتحميل المسؤولية للآخرين، في استمرارية لسياسة الخداع والتضليل التي بدأها منذ توليه السلطة، خداع دفع حتى أحد أفراد عائلته لتأكيد اتسامه بهذه الصفة.
ومع اقتراب 3 تشرين الثاني القادم، يبدو أن فوز ترامب بعيد المنال في ظل حالة الغضب الشعبي الذي يجتاح المدن الأميركية احتجاجا على سياساته الكارثية، سواء الداخلية أم الخارجية، وفي تسويق إعلاني لم يسبقه فيه أي رئيس أميركي، يروج ترامب على أنه مخلص الأميركيين، في محاولة لإخراج منافسه الديمقراطي جو بايدن من الواجهة الإعلامية والانتخابية التي تتصاعد بينهما.
لكن رغم الحملة الانتخابية العلنية التي يقودها ترامب في جزء منها بنفسه عبر تصريحاته وتغريداته، يتفق المراقبون على أنه لا يحظى بأي فرصة في الفوز بالتصويت الشعبي الذي خسره أيضا في العام 2016م، ودليل ذلك أن ولايتي كاليفورنيا ونيويورك، معقلي الديمقراطيين، وحدهما تمنحان المعارضة فارقا بملايين الأصوات، في حين أن شعبية ترامب متدنية جدا ولا تتخطى 40%، غير أن الرئيس في الولايات المتحدة لا يُنتخب بالتصويت الشعبي على المستوى الوطني، بل بأصوات الهيئة الناخبة، ومن ذلك فوز ترامب بـ304 على هيلاري كلينتون مقابل 227 لها في 2016م.
ورغم توقعات المراقبين بخسارته إلا أن ترامب لا يريد أن يستسلم ومستمر بالتأكيد على أنه سيفوز ثانية، مستنداً بذلك باستطلاعات للرأي أجرتها جهات خاصة توضح أنه في موقع جيد للفوز بولاية ثانية، لكن آخر متوسط لاستطلاعات الرأي العامة الوطنية التي يجريها موقع “فايف ثيرتي إيت.كوم” يمنحه حوالى 43% من الأصوات مقابل 51% لخصمه جو بايدن.
كما أن توقعات مجلة “ذي إيكونوميست” التي يتم تحديثها يوميا تمنح بايدن 88% من الفرص في الفوز بالرئاسة، مع حصوله على عدد حاسم من الأصوات في الهيئة الناخبة قدره 343 مقابل 195 لترامب، في حين يكفي جمع 270 صوتا للوصول إلى البيت الأبيض.
ومع هذا الوقع الإعلامي القاسي على ترامب الذي يحاول تجاهله، ثمة صوت عائلي بات يشق أنفاسه البيضاوية، بعد أن وصفت الأخت الكبرى له وتدعى ماريان ترامب باري شقيقها بأنه قاس وكاذب وشخص لا يمكن الوثوق به لافتقاره إلى المبادئ وذلك وفقا لتسجيلات سرية كشف عنها أمس السبت.
وبحسب التسجيلات التي نشرت محتواها صحيفة واشنطن بوست فإن ماريان التي كانت حينها قاضية فيدرالية انتقدت ترامب بسبب سياسته المتعلقة بالهجرة والتي أدت إلى فصل الأطفال عن ذويهم الذين لا يحملون وثائق هجرة ووضعهم في مراكز إيواء كبيرة قرب الحدود مع المكسيك.
وقالت في المحادثات التي جرت بينها وبين ابنة شقيق ترامب ماري وسجلتها الأخيرة: كل ما يريده هو التقرب إلى الأشخاص الذين يدعمونه في قاعدته الانتخابية.. ليس لديه أي مبادئ على الإطلاق، مشيرة إلى تغريداته اللعينة وأكاذيبه وتغييره المستمر لمواقفه، وسوء الإعداد والأكاذيب، إنه ينادي بالحفاظ على المفاهيم الأساسية لكن ما الذي يفعلونه بهؤلاء الأطفال التعساء على الحدود، معربة عن أسفها لأن ترامب لا يقرأ شيئا على الإطلاق في إشارة إلى التقارير التي تصله من مختلف الوزارات.
كما كشفت ابنة شقيق ترامب “ماري” التي نشرت مؤخرا كتابا عن الرئيس تحت عنوان “كثيرا جدا وليس كافيا.. كيف أنشأت عائلتي أخطر رجل في العالم”، أنها سجلت خلسة 15 ساعة من المحادثات وجها لوجه مع باري في عامي 2018 و2019.
