خلايا واشنطن (النشطة).. وتفجير الحلول السياسية

الثورة أون لاين – زينب العيسى:   

ضغوط متتالية لإضعاف الجسد السوري، لكنها لم تنهك صموده وإرادته، فمدّعو الإنسانية كثر، إلا أن أقوالهم عكس أفعالهم، حيث يدعمون الإرهاب، ويرتكبون جرائم وحشية بحق الشعب السوري.
ففي الوقت الذي استطاعت فيه الدولة السورية قهر الإرهاب، تحاول واشنطن عبر أدوات أخرى إطالة أمد الحرب على سورية، فمن “قيصر” ترامب إلى حرق المحاصيل الزراعية، وتعطيش أهالي الحسكة، التي لم يكترث المارق أردوغان بأطفالها ونسائها وشيوخها، إلى نهب الثروات السورية كالنفط، وصولاً إلى تفجير أنابيب الغاز، وقطع الكهرباء، وكل سبل الحياة للسوريين، تعمد منظومة العدوان لمحاولة النيل من صمودهم، ولكن يبقى هذا الصمود راسخاً، على المستوى الشعبي، ويداً بيد مع جنود الجيش العربي السوري.
الاعتداء الإرهابي على “خطّ الغاز العربي”، الذي وقع فجّره الإرهابيون الاثنين الماضي ٢٤ آب، وأدّى إلى انقطاع الكهرباء في كلّ أنحاء سورية، يعد الأحدث ضمن سلسلة الهجمات الإرهابيّة التي تستهدف قطاعات النفط والطاقة وغيرها من القطاعات الخدميّة الحيويّة السوريّة.
حيث تعرّضت منشآت نفطيّة في محافظة حمص في 4 شباط الماضي، لاعتداءات بقذائف أدّت إلى أضرار مادية ونشوب حرائق تمت السيطرة عليها، كذلك كانت منشآت نفطيّة بحريّة تابعة لمصفاة بانياس قد تعرّضت للتخريب بواسطة عبوات ناسفة في 27 كانون الثاني الماضي، وفي 23 حزيران عام 2019، تعرّضت أيضاً المنشآت النفطيّة البحريّة لمصفاة بانياس لعملية تخريبية، ما تسبّب بتسرّب نفطي في منطقة المصب البحري وتوقف بعضها عن العمل.
والجدير بالذكر هنا أن العمل الإرهابي الذي استهدف خط الغاز العربي فجر الاثنين الماضي جاء بالتزامن مع بدء الجولة الثالثة من اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف، لكن يبدو أن الاستفزاز الميداني الذي تقوم به أدوات واشنطن من إرهابيين مخربين، هو محاولة غربية تأتي كل مرة للتشويش على أي محادثات سياسية حول الأزمة في سورية.
فما يسمى المبعوث الأميركيّ الخاص لسورية “جيمس جيفري” قال بكل وقاحة ودجل سياسي: “إنّ بلاده لا تزال تستفسر عن الانفجار الذي ضرب خط أنابيب الغاز في سورية، لكن الواقعة تحمل على ما يبدو بصمات تنظيم داعش الإرهابي”، وكلام جيفري لا يأتي من باب الخوف على مصلحة الشعب السوري، بل لتغطية البصمات الأميركية في تخريب البنية التحتية السورية ولشرعنة بقاء الاحتلال الأميركي بحجة داعش الذي تدعم جيوبه في سورية، وتروج لمحاربته وراء عدسات الإعلام.
خط الغاز العربي هو بقطر 36 إنشاً وباستطاعة 7 ملايين متر مكعب من الغاز، يغذّي محطات دير علي وتشرين والناصرية في المنطقة الجنوبية التي خرجت عن الخدمة نتيجة التفجير الإرهابي، قبل أن تصلحه ورشات الصيانة السورية، وهو الانفجار السادس من نوعه الذي يتعرّض له هذا الخط في المنطقة نفسها.
ويأتي هذا الاستهداف فيما تعاني مدينة الحسكة منذ أسابيع من حرب تعطيش يشنّها عليها الإخواني العثماني أردوغان، وفيما يُعدّ قطع المياه سلاحاً محرماً، يتعمد النظام التركي استخدامه بغضّ النظر عن أيّ اعتبارات تتعلق بتفشي فيروس كورونا، أو بمعاناة الأهالي الذين بدؤوا يعانون نقصاً حادّاً في المياه، أدى إلى وقوع وفيّات بفعل العطش وبفعل تردّي الأحوال المعيشية الناجمة عن فقر المياه.
وخلال نحو عشر سنوات من الحرب الإرهابية على سورية خرجت الكثير من المنشآت النفطية الأساسية عن الخدمة، ومُني قطاع النفط والغاز بخسائر كبرى نتيجة الأعمال الإرهابيّة التخريبيّة المتكرّرة التي طالت هذا القطاع من قبل مرتزقة ثالوث الشرّ أميركا وتركيا والكيان الصهيوني، وكلّ ذلك بهدف النيل من عزيمة وصمود الدولة السورية وجيشها وشعبها، الذين برهنوا للعالم أجمع بأنهم كالذهب العتيق، كلما تمادى عدوّهم بإرهابه، يزداد بريقهم وتلمع رايتهم المقاومة، ليبقى اللافت سكوت المجتمع الدولي على ما يحدث من جرائم موصوفة بحقّ الشعب السوري، وفي ظلّ صمت المنظمات الأممية عن سرقة الثروات المائيّة والنفطيّة التي ينهبها الغزاة والمحتلون على مرأى العالم.
فالغرب يحاول علناً في تزامن الأحداث وارتباطها استهداف الحلول السياسية، والاستمرار في دعم الإرهاب، ويرى السوريون أن الحديث عن مبادرات سياسية من أفواه واشنطن وأتباعها ليس إلا خزعبلات… إلا أن اللحاق بالكذّاب الأميركي والغربي إلى وراء الباب يكشف أن في تلك الاجتماعات السياسية خلايا أميركية نشطة، تعطي الأوامر للمخربين الإرهابيين مع كل اجتماع أو لقاء سياسي حول سورية ليرتكبوا هذه الجرائم.

آخر الأخبار
تعاون أردني – سوري يرسم ملامح شراكة اقتصادية جديدة تسجيل إصابات التهاب الكبد في بعض مدارس ريف درعا بدر عبد العاطي: مصر تدعم وحدة سوريا واستعادة دورها في الأمة العربية لبنان وسوريا تبحثان قضايا استثمارية خلال المنتدى "العربي للمالية" بينها سوريا.. بؤر الجوع تجتاح العالم وأربع منها في دول عربية سوريا تعزي تركيا في ضحايا تحطّم طائرة قرب الحدود الجورجية هدايا متبادلة في أول لقاء بين الرئيس الشرع وترامب بـ "البيت الأبيض" بعد تعليق العقوبات الأميركية.. "الامتثال" أبرز التحديات أمام المصارف السورية الرئيس اللبناني: الحديث عن "تلزيم" لبنان لسوريا غير مبرر الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟