بين البديهي، والمحال، استحوذ بند “المبادئ الوطنية الأساسية” على الاجتماعات الثالثة للجنة مناقشة الدستور في جنيف، فكانت النتيجة صفر تقدم إذا ما قيست بحجم التحديات التي يجب التصدي لها.
الهوية الوطنية، هي اللبنة الأساس التي يجب البناء عليها، فكي تبني دستوراً جديداً أو تعدل دستور وطن لابد من إيمانك أولاً بسيادته، واستقلالية قراره، ووحدة أراضيه، ووحدانية الولاء لمصالحه، وهو ما كان من البديهات بالنسبة للوفد الوطني، وكان مُرّاً بطعم العلقم على ألسنة ما يسمى “معارضة”، وهذا أمر من البديهيات.
أيضاً، فكيف لشخص أن يدين الاحتلال، وهو يسكن في كنفه، وكيف له أن يستنكر التدخل الخارجي، وهو من يسكن في ذاك الخارج، وكيف له أن يتمسك باستقلالية القرار الوطني، وهو يتلقى صبح مساء التعليمات والتوجيهات من سيد أجنبي.
عندما ينظر المتابع إلى أولويات كل فريق في الاجتماعات “الدستورية” ومنذ الاتفاق على عقد أول اجتماعاتها، يلاحظ هدف كل فريق، وما يسعى إليه من الذهاب إلى جنيف، فحين يصر الفريق الوطني البناء على أسس وطنية، تحافظ على سيادة القرار السوري، ووحدة واستقلالية تراب الوطن، الأمر الذي يعكس وتطلعات ما يمثله من أغلبة شعبية، وجماهيرية كبيرة، جل همِّها وحدة واستقلال سورية، والقضاء على الإرهاب بجميع أشكاله(أصيل ووكيل)، فيما يحاول ما يسمى فريق “المعارضة” القفز من فوق تلك الأساسيات، والذهاب مباشرة إلى صلب الدستور، بهدف النيل من أي فقرة أو بند يحافظ ويؤكد سيادة القرار الوطني، بل الإصرار على تغيير جميع ما يثبت دعائم الدولة ووحدتها الوطنية، وتنوعها المجتمعي.
ثلاثة اجتماعات، وذات الاسطوانة يحاول إجراء المحتل التركي والأميركي إسماع العالم إياها، ذات المناكفات، والاتهامات، وذات الدرس الذي لقنهم إياه “معلمهم” جيمس جيفري، الذي يعي ما لديه من “طلاب” أغبياء، غير قادرين على ترداد ما يطلب منهم، فكان معهم في كل خطوة، وتطور لتلقينهم ما يجب فعله، وبماذا يجيبون على طروحات، تعرض في صلب الاجتماعات، وهي في جلها مطالب وطنية محقة، لكنها بالنسبة للخائن العميل، صعبة الفهم، وعديمة الحل لديه.
في مفهوم الموالاة، والمعارضة الوطنية، لا اختلاف على حب الوطن، والعمل على مصلحته، واستقلالية قراره، إلا أن مفهوم المعارضة عند عملاء الخارج، هو رهن القرار الوطني بسياسة سيدهم، وأخذ الوطن إلى حيث يأمر مشغلهم، وما تستدعي مصالحه الشخصية.
وحتى يعرف الجميع أي “معارضة” يمثلها فريق انقرة، فلينظر الجميع إلى خارطة أسيادهم المستقبلية التي يحلمون بالوصول إليها، خارطة العثمانيين الجدد بقيادة الإرهابي رجب أردوغان، تسعى لضم شمال سورية وشمال العراق وقبرص وجزء كبير من بلغاريا وقسم من اليونان.. فعن أي “معارضة” تتكلمون، وباسم من تتحدثون؟؟!.
حدث وتعليق – منذر عيد