مع كل يوم يغض فيه المجتمع الدولي نظره عن جرائم النظام التركي بحق أهلنا في الجزيرة السورية، يكشف هذا النظام الحامل لإرث العثمانية البغيضة عن موبقة أو جريمة جديدة تختصر العقلية الانكشارية التي جاء منها، فيما يتكفل مرتزقته من الإرهابيين التكفيريين بتعرية ما تبقى من حقائق مرتبطة بـ “المعارضة” المأجورة المؤتمرة بأمره، إذ تنفذ كل ما يُطلب منها دون أن تلقي بالاً لكل الشعارات التي أطلقتها حول الحرية والكرامة والسيادة..إلخ، فالمرتزق لا تعنيه سوى حفنة المكاسب الرخيصة والأعطيات والسمسرات الوضيعة التي تقدم له، لأنه باختصار بلا قضية، ومن الممكن أن يغير اتجاه سلاحه في كل لحظة تبعاً لما يُدفع له ولو طُلب منه تخريب وطنه وقتل أهله..!
فأعمال السلب والنهب والتخريب والقتل وقطع المياه المستمرة بحق أهالي الحسكة، تعطي فكرة وافية عن العقلية الإجرامية التي ينطلق منها هذا النظام ومرتزقته، وتترجم النوايا المسبقة والمبيتة لأغراض التدخل العدواني التركي في سورية، والتي ألف بائها تهجير وتشريد أهالي المنطقة، وتوطين مرتزقته فيها، على أمل استخدامهم كعملاء في معادلات “الحل” المرتقبة، في توزيع أدوار شيطانية مع المحتل الأميركي، حيث لكل مرتزقته وأجندته، ولكنهما يتقاطعان حول استنزاف وسرقة موارد الشعب السوري وإضعاف دولته المناهضة للأطماع الأجنبية.
لا يخفى على أحد أن أردوغان الذي سبق له أن قام بنهب معامل حلب وآثار إدلب وصوامع الحبوب، يطمع في الوصول إلى آبار النفط في الشمال السوري، وهو الذي سبق وشارك تنظيم داعش الإرهابي باقتسام ريع المسروقات النفطية، وهو ما يقوم به الاحتلال الأميركي حالياً مع مرتزقته في قسد، حيث تتناقل وسائل الإعلام بشكل شبه يومي أخبار قوافل اللصوص الأميركية وهي تدخل إلى الشمال السوري لسرقة النفط تنفيذاً لرغبات لص البيت الأبيض الذي جاهر بعزمه على الاستيلاء على ثروات السوريين النفطية.
في كل الأحوال سيزول الاحتلال عاجلاً أو آجلاً وسيدحر عن الشمال السوري طالما يمتلك أبناء هذه المنطقة العزم على مقاومته وطرده، وستبقى الثروات والخيرات الموجودة في الشمال السوري ملكاً لهم، وهم الأجدر بحمايتها واسترجاعها من أيدي الطامعين بها، ولن يكون ذلك الموعد ببعيد مهما حاول اللصوص تأخيره..!
نافذة على حدث – عبد الحليم سعود