تطرح التربية مشروعاً للعودة للمدرسة، من خلال البرتوكول الصحي الذي طرحته بالتعاون مع وزارة الصحة ،هذا البرتوكول الذي يحدد شروط العودة للمدرسة بعد توقف منذ الخامس عشر من آذار نتيجة الجائحة التي أحدثها وباء كورونا، البرتوكول ينص على ضرورة عودة جميع التلاميذ والطلاب إلى مدارسهم في الموعد الذي حدد في الثالث عشر من أيلول القادم
فبداية لا بد من الاعتراف بأن نهضة قد تحققت في مجال التربية، وعملية الإصلاح التي شهدناها جميعاً خلال المرحلة السابقة، خاصة ما يتعلق بإصلاح البيت الداخلي وفي المفاصل الحساسة، بغية إعداد جيل مشبع بثقافة المحبة والعلم، ولو أن الوضع العام للعمل التربوي يوجد فيه بعض الصعوبات بسبب الحرب ووجود جيل عاش أبعادها، إلا أن التربية باعتقادنا مصممة وبقوة على تهيئة المناخ المناسب، بغية غرس مفهوم الوطن بعقول الجيل وتسليحه بالمعرفة وبالعلم وبالمحبة، لأن جيش التربية لا يقل شأناً عن الجيش العربي السوري في اجتثاث الإرهاب وبناء الوطن.
وبطبيعة الحال ازداد العبء مؤخراً على التربية ليس بسبب الحرب العدوانية فقط وإنما بسبب جائحة كورونا وكأنما كتب لها -أي التربية- ألا تخرج من محنة إلا لتقع في التي تليها، وللحقيقة نقول إن التربية كانت سباقة في تأمين سلامة الكادر التعليمي من معلمين وإداريين وموظفين وتلاميذ وطلاب، واتخذت القرار التاريخي بإنهاء العام الدراسي حفاظاً على أمن الجميع، ولكن كورونا استمر ولم ينته، وقررت الدول الكبرى أن كورونا ربما ليس له نهاية، وعلى الشعوب والدول أن تتأقلم معه، فلا الحجر ينفع ولا الحظر، وتضاربت كل الآراء واختلط الحابل بالنابل، ولكن كان قرار الدول الكبرى أن تعود الحياة لطبيعتها ويتأقلم الناس لكن بشرط الاهتمام بالتباعد ووسائل الوقاية، ونحن اليوم على أبواب عام دراسي جديد وأغلب الدول العربية أعلنت أيلول موعداً لافتتاح المدارس، وسورية أيضاً قررت ذلك، ونحن هنا نقول:
فبدلاً من أن يبقى التلاميذ والطلاب في الشارع عرضة للوباء لا بد من أن يعودوا للمدرسة التي تم اتخاذ كل إجراءات الوقاية فيها حسب ما أشير في البرتوكول الصحي الذي نوقش في مجلس الوزراء، وفي ضوئه تم تحديد موعد بدء العام الدراسي، هذا البدء الذي نعتقد أن لا رجعة عنه، لكون التربية أحد مكونات الفريق الحكومي وهي مؤسسة، وقرار إغلاق المدارس أو افتتاحها لا يتم بمعزل عن الحكومة، ونحن هنا ندعو جميع الأهالي أن يبادروا في إرسال أولادهم إلى المدرسة في الموعد المحدد، ونذكرهم أنه طوال أيام امتحانات الشهادتين الثانوية بفروعها كافة وشهادة التعليم الأساسي لم تحصل أي إصابة.
حديث الناس – اسماعيل جرادات