الثورة اون لاين – ادمون الشدايدة:
تسري العنصرية المبنية أساساً على أسس الإرهاب، والمستنبطة من العقلية الوهابية في دماء حكام آل سعود، بحيث يعملون في كل الظروف والأوقات لتفعيل مفهومها وتطبيقها في المخفي وعلى الملأ ضد الطبقات المجتمعية والوافدين إلى بلادهم.
وعلى اختلاف ما يدعيه حكام آل سعود من قوانين براقة بعيدة عن الواقع والحقيقة، تستشري العنصرية في مملكة الرمال، وتمتد إلى السجون والاعتداء الجسدي والاغتصاب، ليبقى الإرهاب الأكبر في السعودية إرهاق العمال وخاصة العمال الأجانب الذين يحصلون على القليل من الحماية بموجب القانون.
ولطالما استغل حكام آل سعود الفرص لفرض عنصريتهم الهمجية متذرعين بحجج واهية، كوباء كورونا الذي كشف عن حجم العنصرية الهائل الذي يمارس في السعودية ضد العمالة الخارجية.
صحيفة صنداي تلغراف البريطانية، كشفت عن حبس آلاف المهاجرين الأفارقة في السعودية في معسكرات شبيهة بمعسكرات العبيد، تحت مزاعم الحد من انتشار فيروس كورونا.
صورعديدة فضحت ووثقت ذلك الإجرام قامت بنشرها الصحيفة، تظهر عشرات الرجال بحالة هزال بعد أن أصيبوا بالشلل بسبب الحرارة العالية في المملكة، التي تعد إحدى أغنى دول العالم، وتلك الصور كان قد أرسلها مهاجرون محتجزون داخل المعسكرات للصحيفة.
وقالت الصحيفة إن المحتجزين مستلقون بلا قمصان في صفوف مكتظة بإحكام في غرف صغيرة ذات نوافذ بقضبان.
كما أظهرت إحدى الصور التي نشرتها “تلغراف” جثة مغطاة، يقول المحتجزون إنها لمهاجر مات من ضربة شمس.
وأشار المهاجرون إلى أنهم “بالكاد يحصلون على ما يكفي من الطعام والماء للبقاء على قيد الحياة”.
وحسب الصحيفة، كشفت صورة أخرى انتحار شاب إفريقي بعد فقده الأمل والمحتجز منذ نيسان، كما قال أصدقاؤه.
وجمعت “تلغراف” شهادات المهاجرين التي اعتبرتها دليلا على “ظروف مروعة داخل مراكز الاحتجاز بالسعودية، عبر وسطاء.
ونقلت عن المهاجرين المحتجزين قولهم إنهم تعرضوا للضرب على أيدي الحراس الذين يلقون عليهم الشتائم العنصرية.
وبدأت سلطات آل سعود في احتجاز المهاجرين الأفارقة عندما ضربت جائحة كورونا البلاد في آذار الماضي، تحت ذريعة أنهم ناقلون للفيروس.
وعليه تم ترحيل ما يقرب من 3000 شخص من قبل أجهزة أمن آل سعود إلى إثيوبيا في الأيام العشرة الأولى من نيسان الماضي.
وتمكنت “صنداي تلغراف” من تحديد الموقع الجغرافي لاثنين من المراكز، أحدهما في الشميسي، قرب مدينة مكة المكرمة والآخر في جازان، وهي مدينة ساحلية قرب اليمن.
تلك المشاهد يبدو أنها بدأت تأخذ صداها خارجياً وعلى مستوى المنظمات الدولية، حيث علق آدم كوغل، نائب مدير منظمة “هيومن رايتس ووتش” في الشرق الأوسط، على تقرير “صنداي تلغراف”، بقوله إن الصور المأخوذة من مراكز الاحتجاز جنوبي السعودية تظهر أن السلطات هناك تخضع مهاجري القرن الأفريقي لظروف مزرية ومزدحمة وغير إنسانية دون أي اعتبار لسلامتهم أو كرامتهم.
وأضاف أن مراكز الاعتقال المزرية جنوبي المملكة، لا ترقى إلى مستوى المعايير الدولية بالنسبة لدولة غنية مثل السعودية، مشددا على عدم وجود أي عذر لاحتجاز المهاجرين في مثل هذه الظروف المؤسفة.
يشار أن هناك مراكز احتجاز أخرى مكتظة بالنساء ولكنها منفصلة عن تلك الخاصة بالرجال، حسب الصحيفة ذاتها.