الثورة أون لاين – سامر البوظة:
في ظل استمرار حالة التوتر في شرق المتوسط التي يؤججها النظام التركي وإصراره على المضي في ممارساته العدائية والاستفزازية، وعلى الرغم من وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب اليونان وقبرص في نزاعهما مع تركيا بشأن ثروات النفط والغاز في المنطقة، وتهديده أنقرة بمزيد من العقوبات في حال فشل المفاوضات معها، إلا أن الاتحاد جدد تأكيده في المقابل على ضرورة إعطاء الدبلوماسية الفرصة للوصول إلى صيغة توافقية تنهي التوتر شرقي البحر المتوسط، في وقت تتعزز فيه المخاوف من إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية في ظل المعطيات الراهنة وتعنت النظام التركي.
حيث أكد الناطق الرسمي باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، بيتر ستانو، أن الاتحاد الأوروبي يتوقع من تركيا التوصل لاتفاق دائم ينهي التوتر شرقي البحر المتوسط، مشدداً على أن المفاوضات بين بروكسل وأنقرة مستمرة لخفض التصعيد في المنطقة.
وأشار ستاتو خلال إحاطة إعلامية للمفوضية الأوروبية، اليوم إلى أن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، قد تحدث مع وزير خارجية النظام التركي قبل ساعات، وأطلعه على استنتاجات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بعد اجتماعهم يومي الخميس والجمعة الماضيين، لمناقشة تطورات الوضع في البحر المتوسط، وأوضح له كيف ترى بروكسل طريقة خفض التوتر، موضحاً الخيارات الممكن فرضها كعقوبات ضد استمرار عمليات الحفر التركية في البحر المتوسط، في حال فشل المفاوضات.
ولفت بيتر ستانو إلى أن وزراء خارجية الدول الأعضاء، أعربوا عن رغبتهم في عودة العلاقات الأوروبية التركية على المسار الصحيح، من خلال إيقاف الأفعال أحادية الجانب، وإنهاء البيانات والتصريحات التحريضية بين تركيا واليونان، والمضي قدماً في حوار بنّاء بين جميع الأطراف، باعتباره الحل الأوحد لضمان خفض التصعيد والتوصل إلى حل دائم واستقرار المنطقة.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان في تصريحات صحفية: إن الاتحاد الأوروبي يدعم سبل الحوار شرق المتوسط، لكنه مصمم على فرض الاحترام والتعامل بالصرامة اللازمة إذا اقتضت الضرورة بما في ذلك فرض عقوبات على تركيا.
وأضاف لودريان: إن انتهاك المجال البحري لدولة عضو أمر غير مقبول، وإن على الاتحاد أن يتخذ جماعياً القرارات اللازمة.
يأتي هذا في وقت أكد فيه وزير الخارجية التشيكي توماش بيترجيتشيك أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ إجراءات إضافية جديدة بحق مسؤولي النظام التركي إذا لم توقف أنقرة أعمالها أحادية الجانب في شرق المتوسط.
وقال بيترجيتشيك في تصريح للإذاعة التشيكية اليوم : إن الاتحاد الأوروبي لا يستبعد فرض عقوبات على تركيا بسبب أعمال التنقيب التي تقوم بها في البحر الأبيض المتوسط. لافتاً إلى أن قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الذين سيجتمعون منتصف أيلول سيتبنون خطوات جديدة ضد تركيا.
وعلى الرغم من ذلك، يصرُّ النظام التركي على المراوغة وتجاهل كل النداءات، ويدَّعي أنه يدافع عن حقوقه ومصالحه “النابعة من القانون الدولي”, حسب زعمه، ويبدو أنه غير مكترث بتهديدات الاتحاد الأوروبي، حيث رفع من لهجة التهديد تجاه اليونان، بعد أنباء عن إرسال أثينا جنود إلى جزيرة ميس (كاستيلوريزو) التي تبعد أقل من كيلومترين اثنين عن السواحل التركية في البحر المتوسط، معتبراً أن قيام اليونان بهذه الخطوة هو “استفزاز” لن يعود عليها بالفائدة. وذلك بحسب بيان صدر الليلة الماضية عن المتحدث باسم وزارة خارجية النظام التركي حامي أقصوي.
يذكر أن النظام التركي كان أعلن مؤخراً عن عزمه إجراء تدريبات عسكرية شرقي البحر المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين.