الملحق الثقافي:هنادة الحصري:
للتو عائدة من المدن العجيبة
أفزعتني النار في زمن البراكين
ارتميت على مناخ القحط
في أرض الهلاك
رئتي يمزقها الدخان
غبار موتي دثر الجلد الرقيق
تضيع نفسي
خلخل الإيقاع أيامي
مشيت على المسامير تلظى
وابتدى وجعي
طلبت الماء
فامتد الجفاف
هذي دروب الزيف متعبة
ووجهي يغزل الأفراح
يهزأ من ضياع الحاقدين
أدمنت دوار البحار
ضجر المقاهي والغبار
وتسمرت تلك المراكب
كأن وجهي ظل وجهي
إنه القهر اليباب
حاولت لمّ الحب في كفي
ولكن أي جدوى في السراب
كانت سلال الوهم تملأ بالسراب
حاولت رتق الثقب
فانهدم الظلام على الظلام
وتسمرت سفن الضياع
مراكب النقص
التراكم في الحروف
على الفواصل
والكلام وأنا.. وأنا
لم يتركوا حرفاً بذاكرتي وضاعوا
في القرار
للتو عائدة من المدن العجيبة
وأنا ألوب وراء
بحر الضوء أشدو الحياة
وأنا وراء الضوء أشفق
من ظلال الرقعة السوداء
في المدن الغريبة
مازلت في قمري
أغني أنشر الألوان
أحلى ما تكون وما أكون.
التاريخ: الثلاثاء1-9-2020
رقم العدد :1011