الملحق الثقافي: عقبة زيدان :
لم تكن صناعة النشر لدينا بحاجة إلى وباء حتى تتداعى، ولم تكن الجهات الثقافية الرسمية العربية بحاجة إلى عذر لتوقف عملها أو تقلصه.
كانت الجهات الثقافية مقصرة في عملها، ولم تكن يوماً في مستوى طموح المثقفين، ولم تقم بما يتوجب عليها القيام به أسوة بالجهات الثقافية في العالم.
وبما أن تلك الجهات تملك ميزانية ودعماً، فقد كان – ولا يزال – عليها أن تخصص جزءاً من هذا الدعم لدور النشر الخاصة، تلك الدور التي كانت تدفع ما عليها من ضرائب لاتحاد الناشرين وللجهات الأخرى على مدى سنوات طويلة.
هذا الكلام ليس مجرد دعوة لإنقاذ دور النشر من الإفلاس فحسب، وإنما من أجل إنقاذ صناعة مهمة من التدمير. هذه الصناعة التي تهدف إلى تطوير وعي الإنسان العربي، وارتقائه إلى مصاف العالم القارئ، فمن دون قراءة، ليس هناك أفق للمستقبل في عالم عربي شاب.
على الجهات الثقافية الرسمية أن تقوم بدراسة أوضاع دور النشر، وأن تجري مسحاً شاملاً لدور النشر التي تضررت بقوة من الجائحة، وأن تعمد إلى تقديم المساعدة الفورية لهذه الدور، على الأقل كي تبقى على قيد الحياة، إلى أن تعود الأمور إلى طبيعتها.
كانت دور النشر تعيش على بيع الكتاب في المعارض الداخلية والخارجية، وها هي الآن قد أغلقت مراكزها بانتظار ما ستؤول إليه الأمور. هي لم تتضرر لوحدها، وإنما أصاب الضرر الكتّاب أيضاً، الذين لديهم اتحاد يمثلهم، ومن واجبه أن يحميهم في أي وقت من الأوقات.
Okbazeidan@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء1-9-2020
رقم العدد :1011