تمر هذه الأيام ذكرى اغتيال ناجي العلي الفنان الفلسطيني الذي عرّى بريشته المبدعة العدوان والعملاء, ومع انهم اغتالوه لكن ريشته بقيت راسخة بالوجدان وكل يوم يثبت فنه أنه الأصلب والأبقى لأنه من طهر التراب والإنسان .
نعم عبر السنين أثبت الفن والأدب والشعر أن مهمتها الأساسية كانت شحذ الهمم وتوثيق الواقع ونقله للأجيال القادمة, فالمقاومة بالفن هي مسعى لتحويل الفن ذاته إلى حالة من حالات المقاومة.
لاشك أن الفنّ هو إحدى أدوات المقاومة التي لعبت دورًا بارزًا في حياتنا, فمثلاً في قضية فلسطين قضية سورية الأولى شهدنا نماذج وصوراً ولوحات وأشعاراً تعبر عن دلالات ومقاربات للجمهور المحليّ والجمهور العربي وقد حملت تلك القضية إستراتيجيّة حقيقية كي يتحوّل الفن من موقع المشاهدة والجمال إلى موقع التفاعل والتأثير وتحديد الموقف، بل والإصرار عليه عبر توظيفه كوسيلة مقاومة تقدم أشكالًا متعدّدة من المفاهيم.
في الحرب الظالمة على سورية شهد الواقع الثقافي السوري فورة فكرية وفنية شغلت فكرَ ووجدان المثقّفين والمبدعين من أدباء وكتّاب وفنّانين، فمثّلت الثقافة والفنون ضلعاً من أضلع النضال إلى جانب رجال الحق رجال الجيش العربي السوري .
كان الإبداع في مختلف صنوفه نافذة تطل على سورية التي اثبتت للعالم أنها لم تتوقف يوما واحداً في أعتى السنين التي عرفها التاريخ عن تقديم كل ماهو جميل وخلاّق ومبدع …
الفن السوري اخترق حدود اللغة والثقافة ليصبح مثالاً يحتذى به, فهو اليوم وفي الأمس كان ومازال مثار اهتمام الآخر, فثمة توثيق حقيقي لما تم انجازه وتصويره ورسمه وكتابته وبالتالي مانتحدث عنه ليس وليد الصدفة وإنما هو تاريخ من النضال والمقاومة الحقيقية التي كانت وماتزال وشماً مدموغاً على جبين كل سوري.
رؤية- عمار النعمة