ما أكثر المرات التي تأتي فيها رائحة أيلول… وما أكثر السنوات التي تعصف فيها رائحة الذكريات… ذكريات تنبئ أن بداية العام تبدأ من أيلول، شهر افتتاح المدارس، وشهر المؤونة، وشهر المسؤوليات الجِسام، مع زيادة لم تكن في الحسبان تجلياتها في تمكين أطفالنا في الوقاية من الفيروس في زمن وأيلول كورونا…
مظاهر جديدة وتوجيهات من صلب عملنا ورسالتنا الإعلامية والثقافية تنتظرنا مع بدء العام الدراسي، فالأسرة المدرسية وحدها لا تكفي لإيقاظ الشعور بالمسؤولية تجاه السلامة العامة، وهنا لا بدّ من تفعيل دور الإعلامي الصغير، الذي أقيمت فيما سبق له العديد من الورشات بتشاركية بين وزارات الإعلام والثقافة ومنظمة طلائع البعث، وربما تكثيف وإعادة الألق لمثل تلك الورشات مع الالتزام بوسائل الوقاية والحماية التامة كانت لتعطي الفائدة المرجوة منها في نشر الوعي ضد جائحة كورونا….
الإعلامي الصغير يرسم خطابه بلغته البسيطة التي يمكن أن يفهمها أقرانه من دون الحاجة إلى استعارة ما يمكن أن يشابهها من لغات الكبار، تتمثل بلغة فصيحة تجرّعها أطفالنا في مدارسهم، لغة الأدب والتخاطب العلمي والإعلامي معاً…
لم نعد نتحدث هنا عن موهبة إعلامية، وإنما أصبح تدريب الأطفال في كل مسارات الإعلام ضرورة لكل طفل سوري في نشر ثقافة الوعي خاصة مع بدء العام الدراسي، وفي ظل وجود تحديات كبيرة لسلامة الأطفال وتعليمهم الربط بين المضامين العلمية والواقع التطبيقي في الممارسات الإعلامية إضافة لتعليمهم كيفية استخدام تقنيات الإعلام الحديثة التي من شأنها زيادة ثقافة الوعي فيما بينهم…
صور وسائل الإعلام لا تنحصر في أسلوب معين، والتشاركية بكلّ الطاقات والكفاءات تذلّل الصعوبات، وتزيل الكثير من الريبة من أيلول، ورائحته التي ستعلق في ذاكرة الأبناء من خلف الكمامات وبعض المعقمات، لتبقى معالم ثقافية فارقة في مرحلة ندعو أن تكون مجرد ذكرى خطر عابرة كغيرها من المخاطر، التي تهدد أمان وسلامة وشبع وجوع وأوجاع وأحلام أبنائنا لسنوات تسع بفعل الإرهاب….
رؤية- هناء الدويري