سياسة النفس الفاسد والطويل، وافتعال الأزمات “مادية من حرائق الغابات وغيرها.. ومعنوية من شح مادة المازوت وسواها”، كانت ومازالت السمة الأساسية وبوصلة العمل الوحيدة للمخربين ومفتعلي الأزمات، الذين يتناوبون في مطابخهم القذرة على دس السم فيما تبقى من دسم المواطن، الذي لن يهنأ أو يطيب له عيش، أو ينعم براحة البال، وتحسن الأحوال، إلا بتخلصه ممن تبقى من الإرهابيين الأوغاد، وحفنة هؤلاء الحثالة المأجورين.
نحن هنا لا نحاول تقزيم حجم الأزمات التي نتعرض لها منذ اندلاع الشرارة الأولى للحرب القذرة التي تتعرض البلاد لها منذ ما يقارب عقد من الزمن، لكننا سنعمل جميعاً وكفريق عمل واحد على قطع كل الطرق أمام هؤلاء المأجورين ومحاولاتهم الدنيئة – الرخيصة في تعكير صفوة الشارع الذي بلغ سيله الزبى نتيجة الشائعات والأفعال والأكاذيب والفبركات والقصص والروايات والأحداث التي ينسجونها ويضخمونها ويلبسونها في كل فترة لبوساً مختلفاً، وفي فترات أخرى كثيرة مكررة ومملة لا بل وحتى مقرفة جداً.
هذا كله وغيره يحتاج إلى تعاط وتفاعل وتدخل مختلف عن سابقاته من مختلف وزارات الدولة والجهات التابعة لها “من هيئات ـ مؤسسات ـ شركات ..”، لا للدفاع ونفي ودحض الشائعات والافتراءات والأكاذيب التي يروجون لها ويعملون على تسويقها إلكترونياً، وإنما لنسف كل مخططاتهم التي يعملون عليها حالياً، ويمهدون الطريق لها مستقبلاً، من خلال فرق التدخل السريع “جداً” التي يجب العمل على تشكيلها أو تحديث وتطوير الموجود منها داخل الجهات العامة ووضعها في حالة الجاهزية القصوى لنقل كل حدث على اختلاف درجة أهميته “أولاً بأول”، عن طريق أشخاص أكفاء – متمرسين – مهنيين – فنيين – تقنيين – مقنعين – متمكنين – قادرين بقرينتهم القاطعة وبينتهم الواضحة على نقل الصورة الحقيقية “بدون أي رتوش” إلى الشارع المحلي الذي مازالت ثقته كبيرة بإعلامه الوطني الرسمي “المقروء والمسموع والمرئي”، وتعزيز هذه الثقة، وإبعاده عن متاهات ومستنقعات ومطبات الصفحات والمواقع الإلكترونية الصفراء، وسحب بساط “دائماً مع الحدث وغالباً قبل الحدث” التي يوهمون الناس بها زوراً وبهتاناً من تحت أقدامهم وأقلامهم .. وهذا ليس بصعب ولا حتى مستحيل عندما تتوفر النية والإرادة والهمة العالية والدائمة لا الفاترة أو المؤقتة.. فالإدارة بمختلف صورها وأشكالها فن.
الكنز- عامر ياغي