ثورة أون لاين – دينا الحمد:
من القدس المحتلة إلى آخر مدينة وقرية في الضفة الغربية المحتلة يسارع الكيان الصهيوني ليرسخ وجوده الاستيطاني العدواني، فيقضم المزيد من الأراضي، ويشيد عليها المستوطنات الجديدة، ويوسع القائمة منها، ويهدم بيوت الفلسطينيين بحجج واهية، ويفتح الطرق الالتفافية، ويحاول فصل المدن الرئيسية عن ريفها من جهة وعن المدن الأخرى من جهة ثانية.
وأهداف الكيان الغاصب لا تغيب عن ذهن أحد، فحكامه الإرهابيون يريدون تقويض حل الدولتين، ونسف أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة، فحتى يحين هذا الاستحقاق، يحاول الصهاينة ترسيخ وجودهم اللاشرعي وقطع الطريق على أي حل، وجعل الدولة الفلسطينية جزراً متناثرة، كما هو حال الانفصال الجغرافي اليوم بين الضفة وقطاع غزة.
ومثل هذا الكلام نرى تطبيقاته اليوم على أرض الواقع بوتيرة متسارعة، ففيما يقضم الكيان الغاصب المزيد من الأراضي في القدس المحتلة ويهدم بيوت المقدسيين فيها، نراه يوسع دائرة جرائمه إلى كل مناطق الضفة، وآخرها الإعلان عن مخطط استيطاني جديد يهدد بالاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي طولكرم، لربط البؤر الاستيطانية هناك عبر شبكة طرق مع بعض المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
خطورة ما يجري في طولكرم كونه المخطط الأكبر والأخطر في المدينة منذ احتلالها عام 1967 ويهدد بفصلها عن ريفها وعن نابلس، ويقوض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ويقطع الطريق على تواصل بلداتها ومدنها بين بعضها البعض من الناحية الجغرافية.
والمفارقة المريرة أن الأمم المتحدة التي أصدرت عشرات القرارات التي تدين الاستيطان وتدعو إلى إيقافه لا تحرك ساكناً تجاه المخططات الصهيونية، ومجلس الأمن الدولي الذي يفترض به الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين لا يدعو لاجتماع يدين هذه السياسات العدوانية الصهيونية بحق الفلسطينيين، وهو نفسه المجلس الذي يتحرك سريعاً وعاجلاً لمناقشة قضايا تفرضها الولايات المتحدة الأميركية عليه.
لا بل إن بعض الدول الغربية التي تتشدق بدفاعها عن حقوق الإنسان هي التي تداهن الكيان الصهيوني وتساعده في تحقيق مخططاته الاستيطانية التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب، وهي التي يفترض بها أن تكون غيورة على الإنسان وحقوقه وقضاياه في هذا العالم كما تزعم وتدعي.
فأين هي بياناتها التي يفترض أن تدعو الكيان الإسرائيلي لوقف قرارات ضم الأراضي المسعورة، وتلك التي يجب أن تعترف فوراً بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وهي نفسها الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني قبل عقود مع أنه كيان محتل وغاصب وغير شرعي؟!.