الملحق الثقافي:
في عام 1912، رجاه أندريه جيد، أن ينشر قصائده المتناثرة في ديوان. فوافق، وأراد أن يختم حياته الشعرية بقصيدة صغيرة، لكنه غرق في بحر الشعر، وخرجت القصيدة من أربعمائة بيت، بعد أربع سنوات، سماها «الحورية الفتية»، وأهداها إلى أندريه جيد.
كانت جنازة بول فاليري مهيبة، حيث صدر أمر من الجنرال ديغول في تموز عام 1945 بإقامة مراسم تشييع احتفالية تليق بأعظم شاعر فرنسي في القرن العشرين. حمل أصدقاؤه وتلاميذه ومحبوه مشاعلهم، وتحلقوا حول تابوته حتى صباح اليوم التالي. وبعد أسبوع، نقل جثمانه، بناء على وصيته، إلى مقبرة مدينة سيت البحرية، حيث ولد عام 1871، وحيث كتب أجمل قصائده، التي حملت اسم «المقبرة البحرية»، وكانت إحدى قمم الشعر الفرنسي المعاصر.
التقى، أثناء دراسته في مونبلييه بالشاعر بيير لويس، وأصبحا صديقين حميمين، ثم تعرف من خلاله على كاتب عبقري هو أندريه جيد. كان الثلاثة متأثرين بالشاعر مالارميه ويسيرون على خطاه الساحرة. وبعد زمن قصير قدم بيير لويس صديقه فاليري إلى مالارميه، الذي اطلع على إحدى قصائد بول فاليري وقال: «حافظ على هذا اللحن النادر في شعرك».
خلال ليلة عاصفة من شتاء عام 1892، داهمه يأس بعد تأمل طويل، خرج منه رجلاً شبه مجنون، وقد قرر أن يهجر الشعر، الذي بدا له بلا معنى، ولا يحقق سوى الخيبة والمرارة. وتفرغ لكتابة وتدوين أفكاره. كتب دراسات في الفن التشكيلي، أهمها عن ليوناردو دافنشي.
تزوج فاليري عام 1900، من جاني جيوبارد، التي التقاها في حلقة يوم الثلاثاء في بيت مالارميه. ووفر له الزواج عزلة فكرية كان يتمناها.
انتخب عام 1926 عضواً في الأكاديمية الفرنسية خلفاً لأناتول فرانس، ومن ثم أصبح أستاذاً لفن الشعر في الكوليج دو فرانس، وخلعت عليه الألقاب الفخرية من أكبر جامعات أوروبا. وأصبح الاسم الأكثر شهرة ولمعاناً في الأدب الفرنسي.
التاريخ: الثلاثاء8-9-2020
رقم العدد :1012