الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
ساعات الزمن المتبقية لانتخابات الرئاسة الأميركية تدخل في حسابات الرئيس دونالد ترامب وميزانه السياسي، فرغم أنه من الداعمين للإرهاب والعنصرية إلا أنه فيما تبقى من هذه المسافة الزمنية يحاول أن يستميل الشارع الأميركي لصالحه، تحت مزاعم واهية، دفعته للتهجم على مؤسسته الحربية “البنتاغون”، وهو أحد الضالغين الأساسيين بما ترتكبه من جرائم حرب بحق الشعوب الأخرى، فرأى أن قيادة البنتاغون لا تريد أي شيء “سوى شن الحروب”، من أجل زيادة ثراء المؤسسات العاملة في مجال إنتاج الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية، في محاولة مكشوفة لجر الناخب الأميركي نحو تأييده.
ترامب الذي زعم خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض بأن الدوائر العسكرية لا تحبه، وإنما الجنود الأميركيون هم من يحبونه أقرَّ بأن قادة البنتاغون، وهو على رأسهم بطبيعة الحال، لا يريدون أي شيء سوى شن الحروب، حتى يتسنى لجميع هذه الشركات التي تصنع القنابل، والطائرات وكل شيء آخر، أن تكون سعيدة”.
وكدليل على مساعيه لتهييج الرأي العام ضد منافسه من الحزب الديمقراطي جو بايدن كان ترامب قد أدلى بتصريحات مماثلة قال فيها: “بايدن أرسل شبابنا للقتال في هذه الحروب المجنونة التي لا نهاية لها”، متجاهلاً حقيقة أنه وبايدن لا يختلفان في شيء عن باقي الرؤساء والمسؤولين الأميركيين الذين يدفعون بشكل دائم نحو شن الحروب العدوانية ضد الدول الأخرى في سياق الأطماع الاستعمارية لأميركا.
وكدليل آخر على مسرحيات ترامب التمثيلية وأنه الأسرع لشن حرب ما دامت مصالحه الرئاسية والاقتصادية ذات الأولوية القصوى، لم يستبعد مايكل كوهين، المحامي السابق لترامب، إمكانية أن يمضي الرئيس الحالي بعيداً، ويبدأ حرباً من أجل تأمين إعادة انتخابه في السباق الرئاسي في تشرين الثاني القادم.
وفي مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز” قال كوهين: “دونالد ترامب سيفعل أي شيء للفوز، وأعتقد أن ذلك يشمل تزوير الاقتراع.. أعتقد أنه يمكنه أن يمضي إلى أبعد من ذلك بكثير، إلى درجة بدء حرب حتى لا يخسر منصبه.. إن أكثر ما يخشاه “ألا يكون هناك انتقال سلمي للسلطة” في عام 2020م.
وكان محامي ترامب السابق ألف كتاباً، من المقرر أن يصدر في 8 أيلول، وصف فيه ترامب بأنه مخادع ومحتال ومتنمر وعنصري، ومفترس وغشاش.
وحُكم على كوهين بالسجن ثلاث سنوات بتهمة ارتكاب مخالفات مالية وغيرها، وأطلق سراحه في أيار، ووضع رهن الإقامة الجبرية بالعلاقة مع جائحة الفيروس التاجي.
أما بورتلاند التي عاد التوتر إلى منطقتها في 29 آب الماضي احتجاجاً على العنصرية المستشرية في أميركا، فقد تجمع المئات من أنصار ترامب أمس الاثنين في استعراض كبير ضم مواكب سيارات لدعم مرشحهم ترامب والشرطة قرب بورتلاند، حيث تحدث صدامات بانتظام بين الناشطين المناهضين للعنصرية وقوات الأمن منذ أكثر من مئة يوم.
حيث شاركت مجموعات صغيرة يعتقد أنها لمسلحين من اليمين المتطرف مجهزين بمعدات شبه عسكرية، في هذه التجمعات، وانطلقت 300 سيارة بينها العديد من سيارات البيك-آب على الطرقات في محيط أوريغن سيتي على بعد حوالى 50كم من بورتلاند قبل أن تتفرق، فيما قرر 150 إلى 200 شخص بقيادة أعضاء من ميليشيا “براود بويز” التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض مواصلة طريقهم حتى عاصمة أوريغن في استعراض قوة.
وفيما لا يريد ترامب أن يرى عنصرية أنصاره واستعراض عنفهم وفوضويتهم هذه، يصرُّ على وصف المناهضين للعنصرية والمطالبين بالعدالة بأنهم مشاغبون وفوضويون وخارجون عن القانون.