هل يمكن لمجرد “بوست” أن يكون كفيلاً بسحبك من متاهات تواصل غير ملموس..؟
تنهدم جدران وهم الموقع الأزرق حين تقرأ عيناك سريعاً ما خطّه قلبه على صفحته..
فعلياً تشعر كقارئ أن صوت قلبه هو الذي يتحدث ويبوح وفق أجمل درجات البوح الإنساني الصادق..
وهذه النقطة تحديداً ما تجعلك تُعيد قراءة كلماته كمن يريد إبصار شيء تاه عنه.. أو يبتغي نبش أغوار روحٍ بحث عنها طويلاً.
تجذبك تلك القوة الناعمة، أو تلك الأريحية والثقة التي تصاعدت مجتمعةً من الفكرة التي أراد إيصالها..
لم يخشَ القيام بفعل تعرية ذاتية أمام جمهور “الافتراض”.
“بوست” وحيد..
ببساطة.. يسحبك إلى عالمه وكل ما يزرعه في أرض “افتراضه” التي أراد لها أن تنغرس عميقاً في واقع كل شخص هو صديقه على “هوا الأزرق”.
يخترق ببضع كلمات، كل ما آمنتَ به سلفاً عن هشاشة عوالم السوشل ميديا..
لكن أي هشاشة، تلك التي يمكن لها الوجود في ظل سلطة حضوره..!!
معه تختفي تماماً ولا نلقى إلا مرادفات شجاعة الصدق والوضوح، وجمالية الحضور المؤثّر..
ما احتمال أن نجد هكذا جمال آدمي في خضم كل ما نحياه من فوضى منصات التواصل الافتراضي..؟
تلفتك قدرته على اختزال وتكثيف غايته التي أراد إيصالها.. وكأنه يتقن تماماً استثمار حالاته كفنّ ينتشي في أدائه.
(ستاتوس)، أو حالة من حالاته تنقلك الى جماليات عوالم تتمنّى أن تحياها
ربما منذ زمن يزيد عن عمر وجودك ضمن مواقع “السوشال ميديا”.
ولأول مرة ستقتنع بحقيقة ما يطلق عليه صداقة افتراضية..
تشعر بنوع من ظلم حين تصف صداقتك وإياه بالافتراضية.. هي واقعية وحقيقية أكثر بكثير من أي علاقة صداقة أخرى ..
صديقان يتشاركان الهواء عينه على الموقع الأزرق.. وريثما يتحول هواءً واقعياً ستحتفظ ذاكرتك بمقولة: “يجب أن لا يُستهان بقوة تأثير رسالة معبّرة”..
تحرّف المقولة فتغدو: يجب أن لا نستهين بقوة تأثير “بوست” لصديق أهدانا إياه “الافتراض”.
رؤية- لميس علي