مع انتشار فيروس كورونا المستجد- كوفيد-19 تفاقم ظهور الشائعات غير الصحيحة والأخبار غير الموثوقة على منصات التواصل الاجتماعي، وأضحت سرعة انتشارها تفوق انتشار الفيروس بحد ذاته.. والكثيرون ممن يعيدون نشرها لا يكلفون أنفسهم التفكير فيها أو التحقق من صحتها، متجاهلين تلك المعلومات والمبالغ فيها ليس بالأمر الجديد، كما أن انتشارها ازداد بشكل كبير مع تزايد عدد الإصابات وطول المدة الزمنية في اكتشاف اللقاح المضاد له.
لم تقتصر الشائعات على الفضاء الالكتروني، بل أصبحت وسيلة في يد المحتكرين وبعض ضعاف النفوس لرفع أسعار بعض المنتجات الدوائية والنباتية التي تساعد في الوقاية من المرض على حد زعمهم، والاستهلاك العشوائي للصادات والوصفات الفيسبوكية التي أثرت سلباً على المرضى، وكذلك العلاجات الشعبية والتداوي بالأعشاب الذي يعتبر بعيداً كل البعد عن الحقيقة العلمية في مدى جدواه العلاجية لفيروس كورونا.
التعاطي مع الإشاعات اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي ليس بجديد، إلا أن تأثيرها ازداد مع انتشار الوباء وإقرار الإجراءات الاحترازية، حيث تزايد الطلب على المعلومة والبحث عن المستجدّات اليومية، ما جعل العديد من الأشخاص يتابعون العديد من المنشورات التي لا يمكن تصنيفها إلا في موضع الإشاعة والأخبار الكاذبة، والتي قد تصل إلى حد التهويل والتضخيم المبالغ فيه، وتبث الرعب والهلع في النفوس.
مع مواجهة انتشار فيروس كورونا لم تعد المشكلة مع المرض وإنما بالمعلومات المغلوطة التي يواجهها الفريق الطبي المختص بمكافحة الفيروس، ولاسيما أن سلوك بعض الأشخاص بالتعاطي مع الشائعات سلوك عشوائي غير متوازن وبعيد عن اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة.
ما يلزم معرفة المعلومات الصحيحة والتفريق بينها وبين المعلومات غير الموثوقة التي طالما أذيع انتشارها على بعض المواقع الالكترونية، والعمل على نفيها بدلاً من الترويج لها، ودعوة الجميع إلى الالتزام فقط بما يصدر عن الجهات الرسمية وإلى التحري من صحة الأخبار وعدم الانسياق نحو تصديق الشائعات.. وإنزال العقوبات بحق مروجي الشائعات، وبكل من يساهم بنشر أو مشاركة الأخبار التي يتم ترويجها دون التثبّت من صحة المصدر.
أروقة محلية-عادل عبد الله