أن يمضي نظام الإبادة التركي في جرائمه وعدوانه الممنهج ضد السوريين، وأن يطلق العنان لإرهابيي الارتزاق، بأن يستهدفوا المنازل السكنية، وممتلكات المواطنين في قرية كوبرلك غرب تل أبيض، بالعديد من قذائف المدفعية، فإن هذا الأمر يحمل في طياته الكثير من المدلولات، ويجيب على الكثير من التساؤلات في آن معاً.
هي رسائل أميركية وصهيونية يترجمها مجرم الحرب أردوغان على الأراضي السورية، ليقوم هو وبيادقه الإجرامية بالدور المنوط به أميركياً وصهيونياً في هذا التوقيت بالذات، وليكمل بالتالي سيناريو الفوضى والتخريب والتهجير المعد سلفاً للسوريين في أروقة السي آي إيه، وفي دهاليز وغرف البنتاغون الظلامية.
ولكننا وإن كنا لا نستغرب فظاعة هذا الإجرام الذي يصدر عن المحتل التركي وعناصره التكفيرية، لاسيما أن من شب على الاستعمار، واحتلال الأوطان الحرة، وإبادة أهلها، وتهجيرهم عنوة، وسرقة ثرواتهم، ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم، شاب عليها، إلا أننا في الوقت ذاته ندين الموقف الأممي بمؤسساته، ومنظماته الحقوقية والإنسانية الدولية، التي تحولت من دور الفاعل والمؤثر على الخشبة العالمية، لا إلى دور المتفرج فحسب، بل إلى دور الشريك، و المتعامي بالمطلق عن كل جرائم الإرهاب التي ترتكب بحق السوريين، سواء أكان مصدر هذا الإرهاب أميركياً، أم اسرائيلياً، أم تركياً، وسواء تم بأسلوب مباشر، أو بالوكالة عبر أذرع إرهابية تقتل وترهب تحت مسميات مختلفة، وتنضوي تحت عباءة من يدفع أكثر.
ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين، المواطنين السوريين، كما أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها أيضاً تدمير بيوتهم وممتلكاتهم، فكل ذلك يتم بشكل علني، وفي وضح النهار، وموثق بالصوت والصورة، وتتناقله محطات التلفزة، دون أن نرى تحركاً لمجلس الأمن الدولي، أو نسمع ولو مجرد همس بالفصل السابع، الذي تحول هو الآخر إلى مجرد سلاح يوضع على رقاب أصحاب الحق لابتزازهم لا أكثر حول قضاياهم السيادية، فيما المجرمون والقتلة الحقيقيون لا يفلتون من العقاب فحسب، وإنما يمكن أن نجزم بأنه ليس هناك في عرف هذه المنظمة المصادرة أميركياً أي عقاب بالأساس بانتظارهم.
جرائم نظام الاحتلال التركي لن تستمر إلى ما لا نهاية، فالاحتلال إلى زوال، والأرض ستبقى لأصحابها السوريين، ووحدهم حماة الديار من سيعيدون رسم المشهد المحلي والإقليمي والدولي، وسيردون كيد المحتلين والواهمين إلى نحورهم، وسيعيدون المتورمين إرهاباً، والمتخمين تآمراً إلى أحجامهم الطبيعية.
حدث وتعليق- ريم صالح