من عظائم وفظائع ما يجري على الأرض وفي المشهد الدولي أن ترى النفاق أمام عينيك، تمارسه دول ومؤسسات ومنظمات يفترض أنها وجدت لمكافحة مثل هذه الموبقات، والعمل على ترسيخ السلم والأمن العالميين، لكن الأمر غير ذلك، بفعل النفاق الغربي، وسياسة الكيل ليس بمكيالين، بل بألف مكيال ومكيال، من التدخل بشؤون الدول المستقلة والعمل على زعزعة استقرارها، ودعم الجماعات الإرهابية فيها وتمويلها من دافعي الضرائب في بلدانها (الدول الغربية) إلى الكثير من الوقائع التي تشعر بالخجل.
هولندا ذات التاريخ الاستعماري البغيض وما حمله من تجارة العبيد، وما تمارسه اليوم من دعم للإرهاب، تتنطح للحديث عن العدالة والقيم والمباديء الإنسانية، وهي التي تجري في ركب البيت الأبيض الذي يمارس العدوان والصفاقة جهراً، وعلى رؤوس الأشهاد، بل يعمل على محاولة شرعنتها من خلال المؤسسات الأممية التي أفرغها من دورها ومضمونها.
من الذي يجب أن يرفع دعوى قضائية أمام المؤسسات الأممية، نحن أم هم، من الذي يجب أن يحاكم، من يعلن بكل صلف وغرور ووقاحة أنه كان يخطط لاغتيال زعيم دولة مستقلة تكافح الإرهاب؟
من الذي يجب أن يصل صوته إلى العالم كله، أليس الشعب السوري الذي عانى وكابد ويدفع ثمن مواقفه، الغرب يحاصره ويحاربه وينتقم منه لأنه ثبت دفاعاً عن قضيته ووطنه، وفي القائمة ما يقال كثير، يعرف العالم أنه سجين جنونه، لكننا يجب أن نصل به إلى حد أن يرى نفسه على حقيتها ويراه العالم عارياً، وهذا دور المؤسسات والمنظمات الحقوقية التي يجب أن تتحرك، ولا يكفي أن تعلن في مواسم محددة أنها ستفعل وتفعل، قد لا نصل إلى ما نريد، لكن يجب ألا نتوقف عن العمل، وهذا عمل مستمر لا بد منه.
البقعة الساخنة – ديب علي حسن